د.عبدالعزيز الجار الله
إيران هي الخطر الحقيقي للمنطقة العربية، ففي الحرب العراقية الإيرانية عام 1980م كانت محاولتها كسر مقاومة العراق البوابة الشرقية للعرب، وكان يطلق على الحرب قادسية صدام كإشارة إلى معركة القادسية التي قادها الصحابي سعد بن الوقاص زمن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي أسقط إمبراطورية فارس في الربع الأول من القرن الإسلامي الهجري الأول عام 15هـ/ 636م وكان انهيار البوابة الشرقية العراق يعني الدخول الإيراني إلى الخليج العربي، فكانت المخاوف تأتي من الشرق فقط، أما الآن فإن إيران تحاصر العرب من:
- الشرق العربي وهي حدود مشتركة طويلة بين العراق وإيران أي أنه تهديد من خلال الحرس الجمهوري وميليشيات والجيش الشعبي التابع لإيران.
- من جنوب سورية يوجد حالياً حزب الله اللبناني وميليشيات إيران وفرع حزب الله السوري، ويشهد الجنوب السوري تغيّرات في الديمغرافيا بترحيل العرب وإحلال قوات ومقاتلين مرتزقة وسكان فرس، وهذا يهدِّد دولاً عربية هي: الأردن والسعودية والعراق وأيضاً سيناء مصر.
- من جنوب لبنان، حيث تهدِّد إيران الأراضي الفلسطينية وإن كانت محتلة من قبل إسرائيل لكنها ستكون عقبة في حل الدولتين، تأخير الحل وتعقيد المنطقة لتحول إيران إلى دولة حدودية عبر سوريا، إضافة إلى قرب التواصل ما بين جنوب لبنان وجنوب سورية قبالة الغرب بالاتجاه الفلسطيني والإسرائيلي.
لا أحد من دول المنطقة يريد حزب الله ولا إيران والمذهبية الدينية تكون إلى جواره ودولة حدودية، فإن حلّ الدولتين في فلسطين وبدخول إيران على خط المفاوضات سيدخل المنطقة العربية والشرق الأوسط في قضايا معقدة لا حصر لها، كما أن المشكلات ستزيد وتدخل في تعقيدات جديدة، والبوادر واضحة فقد جعلت إيران من نفسها مركز الصراعات.