م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. كاتب التقرير تكون كتابته ذات بعد استدلالي عقلاني مُدَقِّق تحليلي استقصائي.. وهذا النوع من الكتابة هو أبعد شيء عن الكتابة الحالمة الرومانسية.
2. الكتابة التقريرية هي كتابة مصنوعة، ميكانيكية، مُتَوَقَّعة، جافة، مباشرة، تتحاشى المداورة وتلطيف العبارة.
3. الكتابة التقريرية لا تثير المشاعر ولا تحرك الأحاسيس.. فيها برودة الحقائق الجامدة والاختصار والوضوح الشديد.
4. في الكتابة التقريرية يجب أن يكون الاهتمام موجهاً نحو التركيز والوضوح والإفهام أكثر من التأثير الوجداني والإمتاع اللغوي والمحسنات اللفظية.
5. جودة الكتابة التقريرية تخضع لمدى سهولة الأسلوب وسلاسة الكلمة ودقة العبارة وعمق التحليل.. بحيث تطغى أولوية الفكرة على سلاسة وانسيابية اللغة بلا تصنُّع أو تكلُّف.
6. الكتابة التقريرية تعتمد على التعبير المباشر الدقيق بلا إطناب، أو استطراد، أو زخرفة ألفاظ، أو استعراض البيان، أو طغيان روح الخطابة.
7. في الكتابة التقريرية أنت تكتب «الآن» عن شيء من الماضي أو عن شيء في المستقبل.. ومهما كان الموضوع الذي يتم تناوله إلا أن فعل الكتابة يحدث الآن في هذه اللحظة القائمة.. ومهما قَطَّعت الزمن أو جزَّأته فأنت في لحظة الكتابة تكتب عن الراهن القائم.. بصرف النظر عن التناقض أو التصارع بين لحظة الكتابة وزمن المكتوب عنه.
8. ثنائية الكتابة والواقع ثنائية عجيبة، فهي بين التطابق حيناً والتنافر أحياناً.. بين التوثيق أو الخيال.. بين الكشف أو التضليل.. بين الصدق أو الكذب.. ثنائية فيها شيء من النفس وشيء من الآخر.. شيء من الحقيقة وشيء من الأحلام.. شيء من الممكن وشيء من المستحيل.
9. أسوأ ما في الكتابة بشكل عام أنه لا توجد فيها نبرة صوت ولا لغة عين ولا تعابير وجه.. وهنا قد يضيع معنى الرسالة بين مكتوب لم يُقْصد ومقصود لم يُفْهم.. فتتحول الكتابة إلى نصوص صماء قابلة للتفسير والتأويل وتصبح وسيلة للخصام والعداء والفراق.. وهنا يأتي دور الكتابة التقريرية التي تحاول اختصار المساحة المتاحة للتأويل من خلال الكتابة المباشرة المركزة.