عثمان بن حمد أباالخيل
في فصل الربيع في العام الماضي على الطريق السريع الجميل بين مدينتي سكاكا والجوف توقفت عند منظر خلاّب مميز أنها زهرة الخزامي التي فرشت مساحة كبيرة مد النظر والجميلة في شكلها ولونها وعطرها ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان، التي تُشكّل في مجموعها غطاءً طبيعياً بلون بنفسجي، يعكس ترحيبَ أرض المملكة. وتلك الفرشات الجميلة في ألوانها وأشكالها. من لون زهرة الخزامي البنفسجي عكس لونها على الحالة تعيشها المملكة في ظل الرؤية المُلهمة، رؤية السعودية 2030، من حيث التجدد المستمر، والاعتزاز المتنامي بجذور التاريخ والهوية والحضارة. من لون صحرائنا وزهرة الخزامي تم اختيار اللون البنفسجي لوناً معتمداً لسجاد مراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين من رؤساء ووزراء وسفراء، ومُمثلي الدول الشقيقة والصديقة، إضافة إلى السجاد المستخدم في مختلف المناسبات الرسمية.
لون صحاري المملكة وهِضابها في فصل الربيع عندما تتزيّن بلون زهرة الخزامى كذلك تتزين بها سجاد المراسم البنفسجي ولها حضور بارز لعنصر ثقافي سعودي آخر يتمثّل في فن حياكة السدو التقليدي الذي يُزيّن أطراف السجاد الجديد، ليُضفي بُعداً ثقافياً إضافياً كونه من الحِرف الشعبية الأصيلة لتمنح هذا الفن الوطني العريق مساحة جديدة تضاف لاستخداماته المتعددة في حياة السعوديين. ويحضر فيها اللون البنفسجي بوصفه جزءاً مهماً ينعكس بوضوح في الامتداد الطبيعي لأرض المملكة، مُعبّراً عن كرمها وعطائها المتدفق منذ الأزل. وللون البنفسجي لون صحارينا ساعد اللون في العمل وكأنه مهدئ عام للجسم، حيث ترتاح له العين وتحبه غالبًا مما يقلل من التوتر والقلق، كذلك هو لون التوازن العاطفي والسلام الداخلي والحكمة، ويُعتبر لون الإنسانيّة كونه يجمع بين القوة والحكمة والتواضع والحساسيّة ويساعد اللون على تغذية مراكز الفهم في المخ. إنّ الأحجار الكريمة ذات الألوان البنفسجية، لها تأثير مفيد فيما يتعلق بالقوة الذهنية، والروحانية المتزايدة، وتهدئة القلق ويدعو إلى السكينة والهدوء. أقتبس بيت الشعر:
(أَلا هَل إِلى شَمِّ الخُزامى وَنَظرَةٍ
إِلى قَرقَري قَبلَ المَماتِ سَبيلُ)
قيس بن الملوح
أقتبس بيت الشعر الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود:
(هب نسناس الهوا لي من شمال
حامل ريح الخزامي والنفل)
مبادرة تغيير «سجاد مراسم الاستقبال» بتعاون المشترك بين وزارة الثقافة والمراسم الملكية، وهي امتداد لمبادرات وطنية عديدة تحتفي بالعناصر الثقافية السعودية الأصيلة، وتُبرز الهوية الوطنية، أتمنى أن يكون تاريخ تنفيذ المبادرة يوماً يحتفل به وفي فصل الربيع من كل عام لترسيخ مفهوم اللون البنفسجي في حياة الإنسان السعودي المستمد من جمال صحاري مملكتنا الغالية. مشاهد خاطفة للأنفاس في شوارع ومتنزهات مدينة أبها البهية بعدما تزينت باللون البنفسجي وسط نسائم الهواء المنعش.