د.حسين العنقري
قد قيل: (من لزِم أمراً أوتيَ سرّه) ومن أكثر دخول المحاكم علم بأسبابها واطلع على أسرارها، وكان على معرفة تامة بطرقها وأساليبها، ومعرفة السوق قبل دخوله والعلم بأنظمته وإجراءاته، يجعل فرصتك في تجنب باب المحكمة كبيراً، لأن جل الداخلين منه بسبب الجهل بأحكام السوق وعدم العلم بأنظمته وتنظيماته، ولكل سوق ومنتج نظام وإجراءاته الخاصة به، فإذا حصَّن المرء نفسه بالعلم وتسلح بالمعرفة وتزود بسعة الاطلاع والسؤال والفحص على كل ما هو مُقدِم عليه، كان ذلك موجباً للسلامة من المكر والكيد والحيطة من الخطأ والزلل، وكما قيل: (درهم وقاية خير من قنطار علاج)، وإن الجهد البسيط في البدايات يحميك - بإذن الله تعالى - من الجهد المضني في النهايات، وكم من دعوى قضائية استمرت سنوات عديدة كان يكفي صاحبها ساعات استبصار وتدقيق ودراسة وتمحيص، (وحتى لا تُعاد الكَرَّةَ وتُكسَر الجرَّة) فإن الوقت اليسير المنظم في الفحص والاطلاع مقدمة رائعة لعالم سليم من الدعاوى ومغلِقاً لباب المحكمة الكبير.