«الجزيرة» - الرياض:
أكَّد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية، وأن المملكة عانت من الإرهاب وتضررت منه كثيرًا، وهي من أوائل الدول التي واجهت الإرهاب, مشدداً على ضرورة تضافر الجهود العالمية لمكافحته والقضاء على أسبابه، من خلال تعليم الناس دينهم من دون تطرف أو كراهية أو غلو.
ونوَّه الدكتور آل الشيخ خلال لقائه أمس في العاصمة الكرواتية زغرب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بجمهورية كرواتيا غوردان ردمان غرليتش في إطار زيارته الحالية، نوّه بما رآه من تعايش وتناغم بين جميع أفراد ومكونات الشعب الكرواتي على اختلاف شرائعهم وأعراقهم، مما يجعلهم نموذجًا في التعايش السلمي والتسامح في جمهورية كرواتيا، مشيراً إلى الجهد الكبير الذي تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال واحترام جميع البشر، منطلقين في ذلك من الفهم الصحيح للقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه سلم.
من جانبه أعرب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكرواتي عن شكره وتقديره للمملكة على المنحة السخية التي قدمتها لضحايا ومتضرري الزلزال الذي ضرب مدينة زغرب وضواحيها في المدة الأخيرة، وفيما يتعلّق بالتعاون الثنائي بين المملكة وكرواتيا قال: نؤكد أن هذا الجانب مهم لنا، ونحن نعلم أن هناك الكثير من الأمور المشتركة التي تربطنا معها.
وبيَّن غوردان أن العلاقات الاقتصادية مع المملكة مهمة جدًا؛ لأنها دولة مؤثِّرة عالميًا، ولهذا السبب يهمنا تعزيز وتنمية هذه العلاقة، ومن الواضح لدينا التأثير السياسي الكبير للمملكة وهذا مهم للاستقرار والأمن والسلام للعالم.
حضر اللقاء من الجانب الكرواتي رئيس قسم إدارة الشرق الأوسط وإفريقيا فلاديمير كونياك شتولا، والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية والشؤون الأوروبية إيفان ماريتش، ورئيس المشيخة الإسلامية الدكتور عزيز حسانوفيتش، والمنسق العام للمشيخة خالد ياسين.
من جهة أخرى التقى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بعدد من زعماء الشرائع والطوائف ورؤساء الجامعات في كرواتيا.
وفي مستهل اللقاء ألقى رئيس المشيخة الإسلامية المفتي العام لكرواتيا الشيخ عزيز حسانوفيتش كلمة نوَّه فيها بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين الصديقين، مشيرًا إلى مكانة المملكة لدى الحكومة والشعب الكرواتي.
وأكَّد وزير الشؤون الإسلامية أن زيارته لكرواتيا جاءت تتويجًا للعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين لتعزيز التعاون في المجالات التي تخدم البلدين ومنها ما يتصل بنشر التسامح والوئام والوسطية والاعتدال التي جاء بها الإسلام وحث عليها، مشيراً إلى أن المملكة انطلاقًا من ريادتها للعالم الإسلامي وسياستها الحصيفة تسعى دائماً في دعم التعايش السلمي والحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعالم، وأن تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات جزء من العمل الكبير الذي تقوم به المملكة لنشر ثقافة الحوار والتصدي للكراهية التي تنافي القيم الإنسانية التي أقرها الإسلام وأكد عليها؛ لبناء الأوطان وعمارة الأرض.
واستعرض الدكتور آل الشيخ الجهود التي تبذلها المملكة في الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار ونشر الحوار، والتصدي للكراهية والغلو والتطرف إقليميًا ودوليًا، مبينًا دور المملكة الفاعل في المحافظة على القيم الإنسانية والاجتماعية من خلال دعمها للمؤتمرات والجهود الدولية التي تدعو لحفظ حقوق الناس وصيانة كرامتهم، وكل ما يسهم في حفظ نفوسهم.
من جانبهم أشاد المسؤولون في جمهورية كرواتيا بمواقف المملكة مع بلادهم والبلدان الأخرى التي تحتاج إلى المساعدة.
وأوضحوا أن من أهم الوسائل المؤثِّرة في حل المشكلات الاجتماعية، وتحقيق السلام والوئام، هي التمسك بالمبادئ التي تحقق كل القيم الإنسانية، مشيدين بالخطاب والفكر المعتدل الذي تسعى المملكة بتصديره للعالم.