أحمد المغلوث
لا يختلف اثنان على أن المملكة تميزت ومنذ تكوينها باهتمامها بصحة المواطن والمقيم وبالتالي ضخت المليارات من أجل الصحة, وجميعنا تقريبًا على علم بما ضخته قيادتنا الكريمة من مليارات من أجل مكافحة وباء كوفيد - 19. بل إنها كانت من أسرع دول العالم في توفير اللقاحات ومن مختلف دول العالم، بل من أشهر الشركات المنتجة للأمصال وساعدت دول شقيقة وصديقة في توفير الأمصال التي تحتاجها.. واليوم وأنا أكتب هذه الزاوية وتعودت أن أكتبها قبل عدة أيام من موعد النشر اتصل بي أحد المواطنين من المعارف والذي كان يعلم بأنني كنت مديراً للعلاقات العامة والإعلام بصحة الأحساء وإعلامي في ذات الوقت قبل التقاعد وما زلت وبفضل الله أكتب في الصحافة منذ عقود. فقال: لأسباب خارجة عن إرادتي فقدت دواء السكر وبالتالي لم أحب أن مراجعة طوارئ المستشفى فاليوم جمعة فقلت اختصر نوعية واسم دواء السكر الذي قرره لي طبيبي المعالج. بسرعة أحضره وفوجئت أن سعره (42.40)، علما بأنه من إنتاج شركة سعودية تميز إنتاجها والحق يقال بالجودة والتميز، بل إنها حققت شهرة ونجاحاً كبيرين على مستوى الوطن وحتى العالم الغربي مما جعلها في مصاف شركات الدواء العالمية.. وأضاف هذا المواطن الغيور بأنه استفسر عن سعر حقنة قلم الأنسولين الذي تستخدمه شقيقته من باب العلم بالشيء وكان يصرف لها من خلال أحد المستشفيات الخاصة من خلال التأمين فزوجها يعمل في شركة كبرى. ودهش عندما علم بأن سعره (250 ريالاً) لكن دهشته تضاعفت عندما جاء أحدهم في نفس الوقت لصرف دواء مضاد حيوي لتلك الشركة السعودية الموقرة وإذا بسعر علبة الدواء المطلوب كان (70.65 ريال) وراح المواطن الغيور يتساءل ترى كيف تكون حالة المواطن في بلادنا لولا أن علاجه والعناية بصحته لم تكن بالمجان. وردد قبل أن يودعني: الحمد لله الحمد لله نحن في نعمة وخير. ولكن أتمنى أن تكتب عن هذا الارتفاع غير المعقول ولا المقبول. وما قاله المواطن ولنسميه (×) هو كلام واقع ومعيش ليس في مجال الأدوية وأسعارها فحسب وإنما في العديد من مواد التموين وما يحتاجه المواطن والمقيم ليعيش في وطن الخير.. وها هي منظمة الصحة العالمية تطالب شركات إنتاج مادة الأنسولين المهمة أن تبيع العلاج الذي تنتجه بشكل أساسي ثلاث شركات دوائية بأسعار معقولة في مواجهة العبء المتزايد لمرض السكري في العالم. وأطلقت المنظمة بالمناسبة ميثاقاً عالمياً ضد داء السكري يهف إلى الحد من مخاطر الإصابة به وتمكين جميع الأشخاص الذين يعانون من الحصول على العلاج والرعاية بأسعار معقولة. بعيدا عن الاستغلال البشع الذي بات ظاهرة معاشة في بعض الدول... ولن أزيد..