سهوب بغدادي
فيما صدرت الموافقة السامية مؤخرًا بمنح الجنسية السعودية عن طريق الترشيح لعدد من الكفاءات في عدد من المجالات المفصلية كالتقنية الرقمية، وعلوم البيانات، والعلوم البحتة، ومجال الاستثمار، حيث يأتي الإعلان عن هذه الخطوة بالتماشي مع معطيات الرؤية الطموحة 2030 التي آتت ثمارها قبل الوصول إلى عتبات نهايتها، وفي هذا القرار تشجيع للأوساط الداخلية للمشاركة في العلم والعمل الدؤوب، حيث يشكل استقطاب الكفاءات الخارجية تنافساً على إرساء لبنات مستقبل متنوع الملامح في شتى الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية التقليدية والعامة انطلاقًا من مبادئ القوى الناعمة. إنه امتزاج بديع بين الحضارات والثقافات والخبرات وسيؤدي إلى ظهور سُبل فجاج تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع بإذن الله القدير. وكان من أجمل القرارات منح امرأة متميزة للغاية وهي الدكتورة مناهل عبدالرحمن ثابت المختصة في مجال الهندسة المالية، وفي قصتها الملهمة خير مثال على تميز المرأة وقدرتها على اجتياز الصعوبات والعقبات، حيث عانت من التوحد في الصغر وكسرت الصورة النمطية لذوي الإعاقة لتصبح عالمة عالمية يشار لها بالبنان، من هذا المنطلق، يعد منح الجنسية لها ولغيرها من الشخصيات اللامعة أمراً جميلاً ويحمل معاني سامية من التقدير والثناء، ويجدر أن نجعل أمر الحصول على الجنسية السعودية جذابًا من نواحي عديدة، أي من مواطن المزايا والحقوق التي يتمتع بها الشخص بمجد حصوله عليها ونقلها إلى أطفاله تباعًا. في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الشورى ملف تجنيس أبناء المواطنات قد يكون الأمر متصلًا بطرق معينة، فأبناء المواطنة ممن ولدوا على هذه الأرض وتمتعوا بمعاملة المواطن ولله الحمد في التعليم والصحة وغيرها، يحملون في قلوبهم حبًا جمًا والأهم من ذلك ولاءً وحسًا وطنيًا عاليًا، إذ يعد منحهم الجنسية فيصلًا في نطاقات متعددة، ويحمل انعكاسات إيجابية على المجتمع والاحصائيات الخاصة بالشرائح المعنية، على سبيل المثال، منح الجنسية لأبناء المواطنات أو إقامة دائمة في البلاد -حتى بعد وفاة المواطنة- سينتج عنه تقليل الحوالات الصادرة من المملكة لدول أخرى باعتبار أن الأطفال سيكبرون ويتزوجون أشخاصاً من جنسية بلدهم احتمالًا من ثم يعملون على بعث أطفالهم بدورهم إلى بلادهم للدراسة الجامعية بعد 13 عامًا من الدراسة الحكومية في التعليم العام، فهذه ناحية اقتصادية قريبة وبعيدة، أيضاًما يترتب على القرار من تقليل نسبة التعطل عن الزواج بين أوساط الفتيات (العنوسة) وإن كان المصطلح غير محبب من ناحية التعبير والوصف، وأصف وضعي كمواطنة وأخواتي المواطنات حيث لن أقبل الزواج بأجنبي وإن كانت تتوفر فيه الصفات الحسنة كالدين والخلق، اقتداءً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وإن تقدم بي العمر، حتى لو تقدم بي العمر وقلت الفرص تباعًا، لأنني أعلم أن الأطفال ثمرة الزواج وتهيئة البيئة المناسبة لتربيتهم في الطفولة والتنعم برؤيتهم كأفراد فعالين ومكتفين ذاتيًا في مجتمعهم، يجدر بالذكر أنني اطلعت على تغريدة مسيئة من أحد الأشخاص التي قال فيها وفق المعنى، إن المرأة السعودية تتزوج الأجنبي لتربي أطفاله على حب وولاء بلده الأجنبي..» إن تعبيره يحمل الخطأ الكبير حيث نعرف العديد من الوطنيين دون جواز أخضر ممن يحبون الوطن ويدافعون عنه علناً وسراً بين الناس وفي الإعلام ووسائله. كما يعد إيجاد الحلول والتحسين في نطاق أبناء المواطنات عنصراً جاذباً للشخصيات البارزة من العنصر النسائي لعلمها مسبقاً أن أطفالها سيشكلون جزءاً من المعادلة. إنها قرارات بديعة وتدعو للتفاؤل بما سنشهده في المستقبل القريب والبعيد، ولا ننسى التطورات الهائلة على الأصعدة المجتمعية والاقتصادية والسياسية، فلقد أثبتت المملكة للعالم ريادتها خاصةً خلال جائحة كورونا في الوقت الذي كانت تعاني فيه دول واقتصادات دول بارزة فكانت المملكة بحسها الريادي مثالًا يحتذى به في إدارة الأزمات والمشكلات ومكافحة الوباء والحد منه وتحقيق الأمن الطبي والوفرة الغذائية والطبية خلال الشح العالمي لهذه العناصر، علاوةً على ترؤسها قمة مجموعة العشرين بشكل إبداعي دون تأجيل وإلغاء ولله الحمد. إنني كمواطنة سعودية فخورة بما أراه وأعاصره في يومي، وكلنا أمل لغد أجمل وأكمل بإذن الله.