يوسف بن محمد العتيق
لم يترك المتقدمون جانباً من جوانب العلم والثقافة إلا وأشبعوه بحثاً وحديثاً وكتابةً، فعلى سبيل المثال كانت كتبهم حافلة بالحديث عن خلق رفيع وأدب جم يجب أن يتحلى به كل كاتب أو متحدث، ألا وهو أن تنسب المعلومة التي تذكرها إلى قائلها الأصلي إذا كنت قد نقلت هذه المعلومة.
اليوم ومع كل أسف نجد مواقع التواصل الاجتماعي تنقل كلاماً كتبه أشخاص ولا ينسب الكلام لقائله الأصلي!!
هناك من يتعب ويسهر ويبحث لأجل الخروج بمادة علمية في موضوع معين، ثم ينشر حديثه، ويتفاجأ أن فلاناً وعلّاناً قد نسبوا جهده إليهم وكأنه من بنات أفكارهم!!
عند المتقدمين وعند الأوائل كانت تسمى هذه الحركة سطواً وسرقة، وتدخل في باب السرقات الأدبية، بل إن أحد العلماء ألف كتابا خاصا سماه (الفارق بين المصنف والسارق) يحذر من ينسب جهد الآخرين لنفسه، وهو لم يبذل شيئاً سوى السطو على جهد الآخرين.
اليوم نجد مواقع التواصل تحتاج إلى التذكير بهذا الجانب لتكون الأمانة العلمية لدى الجميع حتى ولو كان في صفحة قليلة المتابعين هنا أو هناك، فلابد من نسبة كل جهد ذهني وعلمي إلى صاحبه.