«الجزيرة» - سليمان الجعيلان:
حين يكتب الزميل الأستاذ تركي الناصر السديري فإن لمقالاته ردود فعل واسعة عن شرائح المجتمع بأغلب أطيافه فهو الأديب والمثقف والصريح، وحين يتحدث وهو ما يحدث نادراً، فأنت أمام قامة إعلامية تاريخية تتمنى لو يستمر في حديثه.
الكاتب المثير تحدث لـ»الجزيرة» عن الحدث الآسيوي الكبير في 23 نوفمبر حيث يلتقي الهلال السعودي وبوهانج الكوري على نهائي أبطال القارة.. فماذا قال السديري عن النهائي والهلال وجماهيره وخصم الهلال القوي؟.
يوم 23 نوفمير يلعب نادي القرن الآسيوي والسعودي الهلال السعودي نهائي بطولة دوري آسيا للمرة الثامنة..وهو ما يؤكد أنه الرقم الأكثر منافسة بين أندية آسيا، وحققها ثلاث مرات، وهو صاحب البطولات السبعة الخالدة التي جعلته زعيم أنديتها، وهو سجل فاخر سيبقى طويلاً لا ينافسه عليه نادٍ آخر.
في نهائي 23 نوفمبر.. سواء كسب الهلال أو خسر.. سيبقى هو «زعيم أندية آسيا» ولسنوات مديدة.
من سيفوز في هذا النهائي سيكون بطل أبطال الدوري الآسيوي بأربع بطولات دوري.. وسيظل الهلال منفرداً كـ»زعيم أندية القارة» ببطولاته السبعة التاريخية.
لو خسر الهلال يوم 23 نوفمبر فلن يكون ذلك نهاية المطاف، ولن تكون انتكاسة سيكتوي من آثارها كالذي يحدث لأندية أخرى، لكون نادي كالهلال في رصيده كم وفير من المنجز الآسيوي الذي لا ينافسه ناد آخر عليه، وإنما سيكون دافعاً مضاعفاً له لمزيد من جني البطولات وحافزاً محركاً لتحقيق المزيد والمزيد من البطولات.. وهناك تجارب في ما حدث لهذا الهلال العجيب في نهائي سيدني و أوراوا.. وعندما أقصتهم كورونا.. لم يوهنه ذلك ولم يحبطه.. إنما خلقت منه مارداً جباراً.. يعود سريعاً وأكثر جبروتاً ليحقق بطولة الدوري الآسيوي بكل إبهار وتفوق سيظل تاريخ الكرة الآسيوي يتحدث عنه طويلاً وطويلاً.. وهذا هو سر الأندية العريقة المتسيدة على بطولات مسابقاتها المحلية والقارية.
من ثقافة الهلال التي حققت مجده السعيد.. احترامه لمنافسيه وانحيازه لقيم المنافسة النظيفة وتمسكه بها، لذلك يبذل بكل جد ما يحقق له الانتصار، وزيادة خزانة بطولاته.
من سمات ثقافة الهلال عندما يخسر منازلة منافسه.. احترام هذا المنافس فلا يسلبه حقه ولا يمزق روح المنافسة ويملأ الدنيا ضجيجاً وحماقة.
يعرف الهلاليون أن منافسهم في النهائي الآسيوي بوهانج الكوري منافس شرس وما تواجد في مثل هذه المباراة إلا لكونه فريقاً بطلاً يسعى للفوز ومن حقه ذلك، وهو صاحب السجل البطولاتي الذي يعطيه هذه القيمة.
ما يميز الهلال عن بوهانج في هذا النهائي أن الهلال هو الأكثر بطولات آسيوية ويملك في خزانته سبع بطولات قارية.. ولديه فرصة أخرى متاحة للمشاركة في البطولة القارية القادمة.. بعكس بوهانج الذي لا يملك فرصة المشاركة العام القادم.. لذلك ستشكل هذه المباراة لبوهانج فرصة لن يفرط بها بسهولة لأنها بطولة لن تعوض على الأقل في العام المقبل.. لذا سيبذل كل جهده وجهوده لتحقيق الانتصار.
من قدر الهلال ككبير أندية آسيا أن النادي الذي ينافسه في مثل هذا اللقاء يعتبر فوزه إنجازين.. تحقيق بطولة آسيوية وتحقيق شرف الفوز على كبيرها وزعيمها.
ما يميز جماهير الهلال أنها تمتلك ثقافة المنافسة الرياضية ومعنى الفوز والخسارة.. واستيعاب تداعيتها والتعامل معها بكل عقلانية وموضوعية، لذا لا تتعامل مع النتيجة الرياضية بردة فعل كارثية ومتشنجة لا تستوعب غاية المنافسة الرياضية ومآلاتها.. عند تحقيق بطولة أو خسارتها.
هذه الثقافة جنبت الهلال انكسارات وانهيارات وضجيجاً ونحيباً.. عندما يخسر بطولة، إنما يحولونها إلى حافز ومحرض للتعويض وتحقيق مزيد من الإنجازات.
سيسعى بطل القرن الآسيوي والسعودي وزعيم أنديتها إلى تحقيق بطولة دوري آسيا للمرة الرابعة ويزيد رصيد بطولاته القارية إلى ثماني بطولات فاخرة تجعله زعيم أنديتها إلى أجل مديد.
سيسعى الزعيم الكبير لتحقيق الفوز على بوهانج العنيد يوم 23 نوفمبر.. مدركاً أنه هو الزعيم القاري قبل النهائي.. وبعده، والمتواجد الدائم في منافساتها، والمرشح الأول لتحقيق بطولاتها.