خالد بن حمد المالك
مع كل خطاب يسوّق فيه لإيران، ويعلن على الملأ عن حقده وكراهيته لكل مَنْ هو سعودي، بلا أدنى قيم ولا أخلاق ولا ضمير، ليكشف هذا الإرهابي العميل عن نذالته وخسته، وليؤكد بنفسه المؤكد عن ذلك، دون خجل أو حياء، شأنه في ذلك شأن كل من باعوا أنفسهم للشيطان، وقلبوا ظهر المجن لدولهم، فخانوها وتآمروا عليها، وكذبوا وحقت عليهم اللعنة، ليكون مصيرهم مزبلة التاريخ..
* *
هكذا هو المسمى حسن نصر الله، الذي ليس له من اسمه نصيب، الأمين العام لحزب لبناني يسمى حزب الله، والصحيح والأنسب أن يُقال عنه حزب اللات أو حزب الشيطان، ليكون اسمًا على مسمى، وليليق بهذا الحزب الإرهابي الذي تآمر على لبنان، وهيمن على مفاصل الدولة، وحوَّلها إلى دولة فاشلة، بلا رئيس ولا وزارة ولا مجلس للنواب، فكل المؤسسات معطلة، والبلاد في حالة انهيار اقتصادي، دون أي حل.
* *
في خطابه الأخير تحدث كعادته بوقاحة، ودافع عن نظام بشار الأسد في سوريا بوصفه صديق لبنان، ولنظام الملالي في إيران باعتباره الصديق الآخر للبنان، فالأول سمح بمرور كهرباء الأردن إلى لبنان عبر سوريا، والثاني باع للبنان المازوت لفك الحصار الأمريكي عنه بما لا يتجاوز حاجة لبنان ليوم واحد، وهكذا هي الصداقة كما يراها هذا العميل الإيراني.
* *
ويسأل في خطابه إذا كانت السعودية ترى نفسها صديقة للبنان كما هي إيران وسوريا فلماذا توقف دعمها، ولماذا لا تتقبل إساءات اللبنانيين كما تتقبلها إيران وسوريا، لكنه لا يتحدث عن قيام حزبه بتهريب المخدرات للمملكة، ولا يتحدث عن حقيقة دعمه للحوثيين باليمن في إطلاق صواريخهم على المدنيين في المملكة، وهو ما لا يقوم بمثله ضد إيران وسوريا، وعبثًا يحاول أن يغيِّب الحقائق، ويعتِّم على حقيقة الخلاف بين المملكة ولبنان.
* *
يتحدث عن تصريحات جورج قرداحي المسيئة للمملكة ودول الخليج، ويطالبه بعدم استقالته، ويرفض إقالته، ويقول إن هذا مطلب من مطالب المملكة التي لا تنتهي، وهو بهذا يغالط الواقع، فالمملكة لم تطلب إقالته، ولا يهمها إن بقي أو خرج بإرادته أو تم خروجه مطروداً من الوزارة، فالخلاف مع لبنان خلاف مع حزب عميل يتآمر على المملكة ويفصح عن ذلك على الملأ دون أن يكون هناك أي اعتراض من رئيس البلاد ومن رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، ويريد من المملكة أن تسكت، بل وأن تواصل دعمها المادي للبلاد!
* *
هو هنا يهذي، ويقول ما لا يمكن تصديقه، أو القبول به، فإيران لا تدعم لبنان بدولار واحد، وإنما تدعم حزب الله بالمال والسلاح ليكون خنجرًا قاتلاً في قلب لبنان، وهو دعم معلن على لسان حسن نصر الله، أما سوريا فلها تاريخ مبكٍ مع لبنان، احتلال لم يتخلص منه لبنان إلا بعد مقتل رفيق الحريري، وقبله التمهيد لما تم في اجتماع اللبنانيين بالطائف واتفاقهم على وقف الحرب الأهلية برعاية سعودية.
* *
المملكة إذاً لا تريد من لبنان شيئًا، والشعب اللبناني له تقديره لدى المملكة، وأربعمائة ألف لبناني يقيمون مكرمين معززين في المملكة، وأتمنى على الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أن يفصحا عن الأرقام الكبيرة التي دعمت المملكة بها لبنان على مدى عقود مضت وقبل أن تسوء العلاقة بسبب إملاءات إيران وتنفيذ حسن نصر الله وحزبه للإضرار بالمملكة.
* *
والمملكة بقرار المقاطعة لم تمسّ لبنان بسوء، فهذا قرارها السيادي، وهي لا ترغب بواردات من لبنان يستغلها حزب الله لإرسال المخدرات لشعب المملكة والمقيمين بها لتدميرهم، وهي لا ترغب في سفير يغطي بوجوده على الموقف اللبناني المشين من شقيقة كبرى تعوّد منها على السخاء في الدعم، ومعالجة ما يمر به لبنان من أزمات كان علاجها يتم بتدخل سعودي دون أي مصلحة للمملكة في هذا التدخل إلا البحث عن مصلحة لبنان.
* *
لهذا نقول لأمين حزب الشيطان اهذِ كما تريد، واشتم كما تشاء، واكذب كما هي عادتك، ولكن تأكد أن هذا لا يحرك شعرة في رأس الملك سلمان، ولا أخرى في رأس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والمستقبل المشرق سيكون حين يتم التخلص منك ومن حزبك للبنان وشعب لبنان لا لك ولا لحزبك ولا لأي من العملاء، وأعني بهم القيادات النافذة المسؤولة عن ضياع لبنان الجريح.