عبدالعزيز بن سعود المتعب
حفظ السر ينم عن الأصالة والفطنة والمروءة والرقي والنبل والوفاء، وقديماً قيل:
إذا المرء أفشى سرّه بلسانه
ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسِه
فصدرُ الذي يُستودعُ السِّرَّ أضيقُ
وقال الشاعر المتنبي مُعتزاًَ بالمدى -اللا متناهي- لحفظه للسر:
وَللسّر منّي مَوْضِعُُ لا يَنالُهُ
نَديمُ وَلا يُفضِي إليهِ شَرَابُ
أمّا في «الحب» وشعر الغزل على وجه التحديد فهو جزء لا يتجزأ من -الأمان- والوفاء والإخلاص الذي يليق بصدق عاطفة المحبين يقول الشاعر نزار قباني:
هذا الهوى ضوءُُ بداخلنا
ورفيقُنا.. ورفيقُ نجوَانا
طفلُُ نداريهِ ونعشقه
مهما بكى معنا.. وأبكانا
أحزانُنا منه.. ونسألهُ
لو زادنا دمعاً.. وأحزانا
ويقول الشاعر الأمير خالد الفيصل مجّسداً أهمية حفظ السر القصوى من عدة أوجه:
أبشر إني دافنٍ سرّك بأمان
شوف عيني ما درت عنه الجفون
إنت ما نرضى على قلبك هوان
وإنت ما ترضى على قلبي يهون
بل إن السر مع مرور الأيام يصبح من خبايا النفس التي طواها النسيان حتى على صاحبه إن لم يبعثها شجو الذكرى كصوت لحن حزين، يقول الشاعر محمد بن ناصر السويلم:
«ناحت الورق» عندي في دجى الليل ناحت
وأصبح القلب منّي يا حبيبي ينوحي
وين هاك الليال اللي تقفّت وراحت
وإنت سهران عندي ما بودّك تروحي
ولربما أن «الليل» من يُستودع السر دون غيره، يقول الشاعر عناد المطيري:
خذ راحتك ما غير أنا وإنت والليل
والليل مأمونٍ على سر الأحباب
خل العيون اللي هدبها مظاليل
تجرح سكون الليل في همس الأهداب
وقفة «همسة بوح»:
غالي عَلَيّْ ماهوب من أمس واليوم
سنين وإنت اللّي بقلبي مكانك
أحاول أخْفِي عَنَّكْ إحساس مكتوم
ماأحدٍ درابه غير ربي عشانك
دخيل (أحلى عيون) قتيلها دوم
مهديك عمره رهن إشارة بنانك
هلّيت بك من قلب مانيب مليوم
خذ صادق إحساسي وعطني حنانك