واس - الطائف:
حظيت «أصفة» التراثية إحدى قرى بني مالك الحجاز التابعة لمحافظة ميسان بمنطقة مكة المكرمة باهتمام الكثير من الناشطين في مجال السياحة، وجذبت الكثير من عشاق التراث والطبيعة والسياحة، لتميزها بنسيجها العمراني، ولا سيما مبانيها الحجرية الواقعة فوق الصخور البيضاء العملاقة والمتصفة بطابع معماري فريد من نوعه، وتكسو مباني القرية واجهات جذابة من الخشب في تصميماتها ونوافذها وأبوابها، وتمتاز مباني قرية «أصفة» بارتباطها وتناسقها الجميل مع طبيعتها.
وتمثّل قرية «أصفة» العصر الذي أنشئت فيه قرى على امتداد جبال السروات بشكل فريد من نوعة ومنازل حجرية فوق صخور بيضاء ضخمة الحجم، كما توضح أحد أهم العناصر العمرانية التي ميزت أهالي القرية عن غيرهم، حيث تنقسم بعض المنازل لقاعات رئيسة كالمجالس، وأجنحة للاستخدامات المتنوعة ومساحات مفتوحة للمواشي، وفي الخارج هناك المزارع والمناظر الطبيعية الجميلة ، بالإضافة إلى الكثير النقوش الخشبية والعناصر الثقافية التي كانت تعكس فكر السكان.
وتعدّ قرية «أصفة» جنوب محافظة الطائف وجهة إضافية في بني مالك لهواة التصوير، نظير احتضانها مباني تاريخية عتيقة، حافظت على جمالها وجسدت تراثها العمراني والإرث الحضاري للمكان، ويعود تاريخ بنائها إلى أكثر من ثلاثمائة سنة تقريباً، تاريخ بوجود مبانٍ تراثية مبنية من الحجارة تعتلي صخور بيضاء عملاقة، إضافة إلى مياهها العذبة الجارية وبساتين الفواكه من العنب والتين واللوز المنتشرة فيها، ويحيط بالقرية « عدة أودية وجبال، ومزارع منبسطة وأشجار طبيعية».
ويعرف مناخ قرية «أصفة» على مدار العام بالبارد شتاء واعتداله صيفاً وتهطل الأمطار في فصل الشتاء بشكل مستمر، وكذلك فصل الصيف بكميات أقل عن أمطار فصل الشتاء، في حين تداعب الغيوم البيضاء المكان، وتعد القرية من المباني التقليدية التي تملك مقومات ذات قيمة تاريخية وثقافية وجمالية عالية، تستحق أن نحافظ عليها ونستثمرها من أجل الأجيال القادمة.