د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
انخفض معدل البطالة لإجمالي السكان في السعودية في سن العمل 15 سنة فأكثر لتصل إلى 6.6 في المائة بنهاية الربع الثاني من 2021 مع مقارنة 9 في المائة من نفس الفترة من العام الماضي، كما تراجع معدل البطالة للسعوديين ذكورا وإناثا 15 سنة فأكثر إلى 11.3 في نهاية الربع الثاني من عام 2021، مقابل 11.7 في المائة بالربع الأول من العام نفسه، ليبلغ أقل مستوى خلال العشر سنوات السابقة، ووفق الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، فإن نسبة بطالة النساء انخفضت من 31.7 في المائة في الربع الأول عام 2019 إلى 21.2 في الربع الأول من 2021، فيما ارتفعت نسبة بطالة الذكور من 6.6 إلى 7.2 لنفس الفترة.
بلغ عدد العاملين في القطاع الخاص مواطنين ووافدين نحو 12.9 مليون مشتغل في نهاية الربع الثاني من 2021، وهو أدنى مستوى منذ الربع الثاني لعام 2019 عندما تراجع إلى 12.86 مليون مشتغل، زاد عدد السعوديين الذكور بواقع 43.06 ألف بنهاية الربع الثاني من 2021 إلى 2.098 مليون، وزاد عدد السعوديات بنسبة 65.53 ألف إلى 1.18 مليون مشتغلة بالربع ذاته، فيما غادر 557 ألف عامل أجنبي سوق العمل السعودي بالربع الثاني 2021.
يضم القطاع الحكومي 1.66 مليون مشتغل، بواقع 1.02 مليون من الذكور، عدد السعوديين 935.43 ألف و633.48 من الإناث، عدد السعوديات منهم 578.5 ألف، يصبح عدد الأجانب العاملين بالقطاع الحكومي 144.16 ألف.
ارتفع عدد الذكور العالمين في القطاع الخاص من 590 ألفاً عام 2005 إلى 1.26 مليون مشتغل في عام 2016، تضاعف العدد في الوقت الحالي إلى 2.098 مليون، وارتفع عدد الإناث من 30 ألفاً عام 2005 إلى 550 ألف مشتغلة في 2016، تضاعف العدد إلى 1.18 مليون مشتغلة في الوقت الحاضر.
ارتفعت نسبة التوطين في القطاع الخاص إلى 23.8 في المائة، مرتفعة من 16 في المائة قبل إطلاق الرؤية في 2016، فيما تجاوزت إلى 50 في المائة في 7 أنشطة بنهاية الربع الثالث 2020.
حيث تعمل الدولة باستمرار على متابعة معدلات البطالة حتى تتمكن من القضاء على مشكلة البطالة بالكامل، خصوصا في تمكين المرأة التي لا زالت نسبة البطالة لديها مرتفعة، وهي مهتمة في توفير الفرص الوظيفية لكلا الجنسين، وليس هذا فحسب، بل هي تهتم بوضع حد أدنى للرواتب، إلى جانب الاهتمام برفعها، مع الاهتمام بتوجيه المشتغلين نحو تخصصات العمل المطلوبة وفق رؤية 2030، مثل أعمال المال والاقتصاد، وإدارة الأعمال، والشريعة والقانون، وإدارة المعلومات، ونظم المعلومات الإدارية، وفي مجال النقل والمواصلات مثل هندسة النظم، والهندسة الصناعية، وإدارة قطاعات التمويل والإمداد، وفي مجال التعدين، مثل هندسة البترول والفيزياء والجيولوجيا، ودبلوم التعدين، وفي بقية المجالات الصحة العامة والطب، وفي المجال العسكري، كالاهتمام بدراسة الهندسة الكيميائية، وهندسة الطيران، وإلكترونيات وميكانيكية الطيران، وهندسة المواد، والهندسة الميكانيكية، وهناك تخصصات مهمة في مجال الاتصالات والتقنية، كهندسة البرمجيات، والهندسة الإلكترونية والميكانيكية، وبرمجة الحاسوب، وأمن المعلومات، وشبكات الحاسوب، ودراسة قطاع المشاريع الصغيرة والتجزئة، بجانب مجالات التعليم بكافة جوانبه، والسياحة والضيافة.
كذلك هناك الاهتمام بما يسمى بالاقتصاد البرتقالي، الذي هو ركيزة لتحفيز الابتكار وتوليد الوظائف، وقد اتسعت المفاهيم، فهناك تحول من الصناعات الإبداعية إلى الاقتصاد الإبداعي، وحاليا يسمى بالاقتصاد البرتقالي، باعتبار أن الإبداع البشري هو المورد الاقتصادي الذي لا ينضب بالنسبة لأغلب الاقتصاديين، خاصة مع تزايد القناعة بأن القرن الـ21 سيعتمد بشكل متزايد على توليد المعرفة من خلال الإبداع والابتكار.
مع تفشي وباء كورونا بات هناك إدراك أوسع نطاقا بين الاقتصاديين بحاجة المستهلكين الماسة إلى كثير من الأفرع والأنشطة التي تنضوي تحت الاقتصاد الإبداعي، باعتباره مجالا يعتمد على الإبداع الفردي والمهارة والموهبة وتكوين الثروة من خلال حقوق الملكية الفكرية، التي بدأ العالم يدافع عنها، وهناك نحو 13 نشاطا في هذا المجال، كالهندسة المعمارية، وسوق الفنون والتحف، والحرف اليدوية، والتصميم، وتصميم الأزياء، والأفلام، والبرامج الترفيهية التفاعلية، والموسيقى، والفنون المسرحية، والنشر، والبرمجيات، والتلفزيون والراديو،.
أغلب هذه الأنشطة لم يكن لها أي اهتمام في المجتمع السعودي في السابق لعدة أسباب، لكن رؤية المملكة 2030 صاحبها إصلاح اجتماعي وانفتاح على العالم، التي تصب في تحقيق هدف التنوع الاقتصادي، ترافقت مع تعزيز القدرة الابتكارية والإبداعية في المجتمع، مع الحرص على دمجها بالعديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى، بما فيها مجالات الترفيه والرفاهية المجتمعية بشكل خاص.
أعادت الرؤية لهذه الأنشطة مكانتها وزخمها، وجعلت المفهوم أكثر تبلورا بضرورة أن يكون الاقتصاد الإبداعي السعودي ضمن آليات العمل الوطني سواء كجزء من آليات القوة الناعمة للسعودية، أو كمساهم اقتصادي مميز في مجال التوظيف والنمو، خصوصا وأن هذا القطاع يولد فرص عمل تبلغ ضعف متوسط فرص العمل في الاقتصاد الكلي، خصوصا مع تمتع المجتمع السعودي بقاعدة عريضة من الفئات الشابة بمستويات تعليمية تؤهلها لأن تضيف من خلال الاقتصاد الإبداعي إلى الاقتصاد الكلي.
وعالميا فإن عائداته السنوية تبلغ 7 في المائة من الناتج العالمي، وعائداته السنوية تبلغ نحو 2.25 تريليون دولار، يولد نحو 30 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، ما يقرب من نصف العالمين من النساء، وتوظف هذه الصناعات عددا أكبر من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و29 عاما مقارنة بأي قطاع آخر، ويشكل التلفزيون والفنون المرئية أكبر صناعات الإبداع من حيث الإيرادات، بينما الفنون المرئية والموسيقى هي أكبر الصناعات من حيث التوظيف.