صيغة الشمري
يقبل الشتاء بأيامه البهيجة ولياليه العذبة وأمطاره التي تغسل أرواح العطشى لجمال الطبيعة ورائحة الأرض الممطورة بماء الغيم، تقبل مع الشتاء كل حياة جميلة وتقبل معها أيضاً تحذيرات الدفاع المدني المتكررة بأخذ الحيطة والحذر، قد تمر هذه التحذيرات مرور الكرام بشكل روتيني دون اهتمام إلا على شخص فقد عزيزاً له لم يتوخَّ الحذر ففقد حياته في مجرى سيل أو صاعقة أو انزلاق سيارته نتيجة المطر، قام أحد الأصدقاء بوضع خبر تحذيرات الدفاع المدني في أحد «قروبات الواتس أب» قبل أيام: «الدفاع المدني يهيب بتوخي الحيطة لاحتمال هطول أمطار» فسألته عن سبب ذلك فقال: تمنيت أن يصل هذا التحذير لكل إنسان وكل بيت لأني فقدت أحد أقربائي وصديق عمري لأنه -رحمه الله- لم يتوخَّ الحيطة والحذر أثناء المطر والسيول، عندما سمعت القصة وتفاصيلها التي لم أذكر بعضها بناء على طلب هذا الصديق عدت لأقرأ تحذير الدفاع المدني مرة أخرى بشكل مختلف تماماً وباهتمام يفوق أي اهتمام آخر بل أرسلت التحذير لعدد ممن يهمني أمرهم، عادت ذاكرتي للكثير من المقاطع الكارثية التي نشاهدها مع بداية كل شتاء نتيجة جريان السيول ووجود البحيرات، شعرت بتعاطف كبير مع رجال الدفاع المدني الذين يدفعون ثمن راحتهم بسبب أناس لا يتقيدون بتعليمات السلامة ويصبحون عالة بعد أن تحدث لهم كارثة نتيجة المطر أو السيول، بل إن بعضهم قد يعتبر الحذر أو أخذ الحيطة نوعاً من الجبن وعبور السيول بالسيارات نوعاً من الشجاعة والفروسية، عندما تتأمل الكثير من الحوادث تجد أغلبها نتيجة عدم أخذ الحيطة والحذر والضرب بتعليمات السلامة عرض الحائط، أعرف بأن بعض الحوادث تقع رغم أخذ الحيطة والحذر لأنه لا مفر من قضاء الله سبحانه لكن الأخذ بالأسباب واجب وأهمها في مثل هذه الحالات هي الحذر والحيطة عند هطول الأمطار، الموجع أنه رغم تكرار تحذيرات الدفاع المدني وحملاتهم التوعوية لازال هناك من يتجاهل عامداً كل التحذيرات ليذهب إلى الموت في حالة تشبه الانتحار!