إيمان الدبيّان
التلوث اليوم لم يقتصر فقط على عوادم المصانع والسيارات والمخلفات الطبية وغيرها من أنواع التلوث الإنسانية؛ بل أصبح التلوث أعمق وأكبر، فهناك مخلفات فكرية، وتفاهات عقول بشرية، باسم الحرية، وبأهداف مادية لا تخلو من الأحقاد والضغائن الكيدية، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعية، من سناب شات، وفيس بوك، وتغريدات تقتحم الحدود الأخلاقية، والقيم الاجتماعية، وتسلب الذوق العام كثيراً من المبادئ والآداب الجمالية، واللفظية، والشكلية، والسلوكية.
أصحاب حسابات التواصل الاجتماعي الموثقة، والمشهورون بإعلاناتهم، والملزمون رسمياً بقوانين الإعلان التجارية والمادية أرى أن يكون لهم هيئة أو جهة رقابية خاصة مسؤولة عما يبثه بعضهم ذكوراً وإناثاً من محتوى غير لائق شكلاً ولا مضموناً، فبعض أصحاب حسابات التواصل الاجتماعي وغالباً أصحاب حسابات السناب شات يقومون ببعض الأعمال أو الأقوال التي لو قام بها شخص عام داخل المجتمع لطبقت عليه قوانين الذوق العام فلماذا لا تطبق قوانين الذوق العام وغيرها من اللوائح على أصحاب حسابات التواصل الذين ابتلينا ببعضهم كرهاً لا طوعاً فتجاوزوا الحدود المشروعة وتمادوا في تصرفات غير مقبولة، ومنها:
* تعري بعض المشهورات عرياً سافراً وإبراز مناطق جسدية بطريقة غير أدبية قد لا يسمح بظهور مثلها في أفلام عادية ولا في أماكن عامة اجتماعية، فهل يطبق عليهن قانون اللبس اللائق والمناسب في الأماكن العامة كما يطبق على غيرهن من الأشخاص في العالم الواقعي؟!
* نحن بلد الحوار والتسامح ونبذ العنصرية ومع هذا نرى ونسمع بعض التوافه ممن يأجج العنصرية القبلية والتفرقة الإنسانية والاحتقار والتقليل للمرأة والتهميش ونبزها بألقاب لم ينبزها بها من هم في عصر الجاهلية، فإلى متى يترك مثل هذا أو ذاك ممن يحملون عقولاً خاوية وألسنة بالجهل كاوية دون أن يحاسبوا ؟
* استغلال بعضهم لحسابات التواصل من أجل الإسقاطات الشخصية المبطنة ضد الآخرين للتقليل من شأنهم، أو القذف في شخصهم، حقداً وكرهاً وحسداً وعدواناً، وهذا دليل ضعفهم وعجزهم وعدم ثقتهم بأنفسهم فهل ترسم لهؤلاء حدوداً قانونية وعقوبات جزائية تخيط أفواههم عن الظلم وتقيد أيديهم عن القذف الجور؟
* تلميحات أحاديث بعضهم الجنسية أو الأخلاقية مما لا يقال في مجالات إعلامية هل تكون له ضوابط رسمية حتى لا تتخطى حواراتهم العبثية العقول الطفولية؟
التلوث الفكري واللفظي والسلوكي لكثير من هؤلاء زاد عمقاً واشتد وقعاً وتصدر في المجتمع مشهداً وأثر سلباً، فحبذا لو تكون القوانين تجاههم أكثر والرقابة عليهم أكبر.
رغم وجود ركام التلوث هذا إلا أن هناك سحائب غيث زاهي ومنبع وعي باهي لدى البعض الآخر في مواقع التواصل الاجتماعي فننهل منهم معرفة ومعلومة وفكرة ومقولة فجزاهم الله خيراً فيما يقدمونه، وكُتب لهم الأجر على ما يعرضونه.