عبد الرحمن بن محمد السدحان
* أحسب أن هذا السؤال ليس بغريب ولا عجيب، بل هو غارق في (جديته) وصدقه! نعم.. من المسؤول عما يُنسب إلى (البيروقراطية) من عيوب (وآثام)، إذا كان مصمموها ومستهلكوها نحن البشر، شئنا أم أبينا! ورغم ذلك، لا نفتأ نسمع ونقرأ (مقامات) من الجدل والجدل المضاد حول مضمون هذا السؤال بين غيور على (البيروقراطية) وناقم عليها لأسباب يفندها كل صاحب ادعاء!
***
* دعونا الآن نخوض غمار البحث عن أسباب هذا الجدل الذي لا أدري إن كان (بيزنطيًا) أو (فارسيًا) أو بلا هوية ولا (زعيم لسان)! هنا، لا بد من الدفاع، ولو (جزئيًا) عن (البيروقراطية) بالقول إنني لا أجد سببًا أو ظرفًا أو حدثًا يدين (البيروقراطية) وحدها بما وصمت به، لأنني من وحي تجربتي المتواضعة عبر دهاليز الإدارة منذ أربعة عقود، لم أرى أو أسمع أو أقرأ إدانة للبيروقراطية منفردة بوصمة الفشل للعديد من التجارب الإدارية في الشرق أو الغرب بل ربما تكون هي (الضحية) لممارسات البشر منذ زمن طويل!
***
* واستمرارًا للسياق أعلاه، أقول إنه ليس من العقل ولا العدل أن نضع (البيروقراطية) وحدها في قفص الاتهام بتعطيل وتعقيد شؤون البشر، وأسوق فيما يلي الشاهد على ما أقوله:
(1) أليس الإنسان (المستهلك) الأول والأخير (للبيروقراطية).. فكيف يسقط عليها وحدها (اللوم) عما يواجهه الإنسان من ضنك أو فشل في التعامل مع أجهزة (المصلحة العامة)، ألا يجوز القول إن (الإنسان) المستهلك (للإدارة) هو المدان الأول في تلك المعاناة، شاء أم أبى؟ حين يصر على انتهاك حرمة القواعد المقننة لهذه المصلحة أو تلك، ملتمسًا في سبيل ذلك وسائل غير مشروعة.. وصولاً إلى ما يريد؟!
***
(2) أليست الإدارة مسؤولة حين (تتغافل) عن الإساءة المكشوفة أو المستترة لقاعدة أو قواعد مقننة للخدمة المشروعة، بل تغفل سبل التقويم والتحديث لأنظمتها، نصوصًا ووسائل، وإجراءات، طمعًا في أداء أفضل وأقوم نتيجة؟ أو حين تهمل وسائل التطوير لأداء العاملين بها بحثًا عن الأفضل: أداء ونتائج؟
***
(3) ألسنا كمجتمع (مستهلك) لأداء الإدارة (شركاء) مع هذا وذاك في اللوم، حين نتستر على أداء ضعيف الذمة والأداء داخل المنظومة الإدارية إما خدمة لمصالحنا المباشرة، أو (تخوفًا) من وزر قطع (رزق العيال).. إن انكشف أمره؟!
***
* نعم.. إن العزف (الفلكلوري) على قيثارة (البيروقراطية) تسترًا على الأخطاء أو المخالفات أمر عفا عليه الزمن وعافه الناس! والمطلوب إيجاد حلول جديدة وأساليب حديثة تريح من ضنك الفشل الإداري وتداعياته.. حيثما وجد، وذاك انتصار مهيب للوطن والمواطن وصاحب الحاجة.