بعد أيام وأيام يخرج حزب الله الإرهابي في بيان يندد بالضجة التي أثارتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول اليمن، والتي أثارت تفاعلا واسعا على المستويات الرسمية والشعبية كافة مندداً بهذا التصريح.
بيان الحزب الذي جاء ليشيد بالموقف الشريف «حسب ما ورد فيه» الذي اتخذه وزير الإعلام جورج قرداحي واصفاً إياه بالأخلاقي والوطني والذي يقف دفاعا عن شعب اليمن، حمل العديد من معالم الأزمة التي يبدو أن الحزب أخذ على عاتقه إدارتها من الضاحية الجنوبية عاصمة دولة الولي الفقيه في لبنان المجرد من السيادة، باعتبار أن الحزب من أقوى العملاء المؤيدين لجماعة الحوثي الإيرانية.
الحزب الذي وصف ما حدث بالحملة الظالمة التي تقودها كما يزعم السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي ضد قرداحي، اعتبرها اعتداءً على سيادة لبنان وحرية المواطن اللبناني بالتعبير عن آرائه ومواقفه، متهماً السعودية ودول الخليج بابتزاز اللبنانيين والذي يطعن في كرامة كل لبناني، ولعل الحزب قد تناسى أن زعيمه لم يترك مجالاً للتدخل في شؤون الآخرين، أن يتهمهم، ولم يترك مجالاً لابتزاز الشعب والمسؤولين اللبنانيين مهدداً إياهم بما يمتلكه من ترسانة أسلحة من المفروض أن تكون موجهة لعدو خارجي وليس الداخل اللبناني.
ويبدو واضحاً من خلال البيان أن قرار استقالة قرداحي في يد الحزب الذي أعلن صراحة عن رفضه لهذه الاستقالة، زاعماً أن الدعوة لاستقالة قرداحي اعتداء سافر على لبنان وكرامته وسيادته.
والحزب الذي ندد بمواقف بعض السياسيين اللبنانيين ووصفهم بالمأجورين وضعاف النفوس كما يزعم كان يقصد سمير جعجع تحديداً واصفاً إياه بالمأجور وضعيف النفس، وأما الإعلاميون ووسائل الإعلام اللبنانية التي شاركت في هذه الحملة المدفوعة الثمن على حد وصف الحزب، فقد وصفه بأنه إعلام ساقط أخلاقياً.
يبدو أن حزب الله قد تناسى أن منهجيته المتبعة في لبنان تهدف بالدرجة الأولى إلى تكميم الأفواه والتنكر للحريات العامة، وفي طليعتها حرية التعبير وإبداء الرأي، كما هي إفراز متوقع لحال الاحتقان الناجمة عن فشل سياساته، مما يجعله يكابر ويرفض كل نقد أو اعتراض على جرائم ارتكبها ويرتكبها، وآخرها ما حدث حول قصر العدل في بيروت، كما أن سياسته تستخف بكل نصح يلزم منه إعادة النظر في تلك السياسات المشبوهة.
خروج حزب الله اليوم لتداول الأوراق الخاصة بقضية قرداحي تعطي نفس الانطباع المتعارف عليه، وهو أن الحزب لا يستطيع أن يكون رأياً إلا بعد الحصول على التعليمات الخاصة من طهران، وهذا ما شاهدناه ونشاهده في كل الأحداث التي تدور في فلك لبنان.