قيمة تضيع (رغم أهميتها) لمن ينظر إليها نظرة أحادية، كأن تلفى من يقول (يعني.. إن لم أذهب أنا، ستغلق تلك البؤرة)..!
...!، أو اطمئن، فلن تتوقف على حضوري من عدمه،.. الخ، كـ.. وجه من السلبية المقيتة..
إذ لو أدرك صاحب هذا الجواب.. أن تكثير السواد أو تقليله يبدأ منك.. كـ(فرد) ولو لم يأت من صنيعك سوى درء ذاتك عن تلكم المواطن المشبوهة، أو في دفع جماحها عن رغباتها التي ليس مردّها إلى خير لها، وأن تترب ذاتك لكفاك وهذه الجزئية (المسؤولية الذاتية) لها من الأبعاد، فحسبها انشأ المثل (.. القشة التي كسرت ظهر البعير).
لأن هناك من لا زال يقولها من باب تقليل التعاون على الخير، والذي بالفعل لا يبلغ نصابًا مشاهدًا إلا مع الكثافة، ولكن كأنه يخفاه أنه من أين تأتي -الكثافة -، وكلّ سيقول مثل صاحبنا (إذا ما حضرت أنا هل..)؟!
يا هذا أنت وأنا والآخر نحن من نكوّن ذلك الثقل، لكن السلبية التي تجعل بعضهم يستقلّ ولا أقول يستحقر صنيعه!، وقد أولى ديننا هذه (الجزئية) عناية فائقة، وينظر لها كمقدار له قدره.
فالعامي- من المسلمين- يستفاد منه الدعاء وحمل همّ أحوال أمته، وفي حضوره عمارة لبيوت الله، فضلاً أنه من أثقال وزن الأمة (عددًا).
كما وحسبه جوابًا على المثبطين طلب الحديث لهذا حثيثًا، فعند أبي داود جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ: إنِّي أصَبتُ امرأةً ذاتَ حسبٍ وجمالٍ، وإنَّها لا تلِدُ، أفأتزوَّجُها، قالَ: لا ثمَّ أتاهُ الثَّانيةَ فنَهاهُ، ثمَّ أتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ: (تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ) المحدث: الألباني -من حديث حسن صحيح-، وهذا مشاهد اليوم، ملموس لمن وعى، فأن يدعوا لك أكثر من ابن مردّه إليك كخير.. أكثر، كما ولا تدري أيهم - أبناؤك- أكثر نفعًا، وأقرب رحمًا لك.