د.عبدالعزيز العمر
خاطب وزير تعليم أمريكي سابق معلميه قائلاً: أنتم واهمون إذا كنتم تتوقعون أنه لن يكون بين طلابكم من ينتمي إلى أسرة ذات مستوى اجتماعي اقتصادي متدن، أو من هو منخفض القدرة العقلية، أو من لديه اعاقة من أي نوع، أو من ليس لديه الدافع نحو التعلم، أو من فقد أحد أبويه أو كلاهما، أو من هو يعيش في حالة من القلق والخوف، أيها المعلمون: إذا كنتم تتوقعون ألا يكون بين طلابكم من هم بهذه الصفات فأنتم واهمون، ونحن حينئذ لن نكون بحاجة إليكم، ابحثوا لكم عن مكان آخر. (انتهى).
أنا لا أظن أن هذا الوزير كان قاسيًا مع معلميه، بل أظنه كان صريحًا وواقعيًا معهم، لم يرد أن يخدعهم أو يوهمهم بأن طريق مهنة التعليم سهل ومفروش بالورود، يجب أن يسلم المعنيون بمهنة التعليم بأن مهنتهم مهنة شاقة ومضنية جسدياً وفكرياً، لكنها ليست كذلك لمن يعشق مهنة التعليم ويقبل بتحدياتها ويستطعم كسب تحدياتها.
لا أنسى انني عندما كنت عميداً لكلية تربوية وجدت يوماً تحت باب مكتبي رسالة من طالب كان البارحة حفل تخرجه، رسالته تقول باختصار: لقد أتى اليوم الموعود، اليوم الذي كنت لا أتمناه، وهو يوم تخرجي (انتهى).. تذكروا انه في المقابل هناك معلمون خريجون يعشقون مهنتهم.