د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
في أوج نجاحات بلادنا محليًا وعالميًا وحيازة شرف الصدارة في المنظور العالمي عندما يتحدثون عن الاستباق والوصول الآمن والخطط الطموحة الموجهة بدقة نحو التنمية المستدامة التي ما تلبث في بداياتها حتى تتحدث عن نفسها، وفي حضور غزير لإنجازات غير مسبوقة محليًا وخارجيًا استقبلت بلادنا الأسبوع الماضي في الثالث من شهر ربيع الثاني الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ملكًا لأغلى ثرى [المملكة العربية السعودية]، وهي ذكرى عزيزة على قلوب أبناء شعب بلادنا كافة الذين تمتلئ جوانحهم بوهج المنجزات، وسمو الأهداف والحضور العالمي الفاخر والدبلوماسية الناعمة حتى حازتْ بلادنا خلالها مكانة فريدة في زمن استثنائي عبر المشاركة الفاعلة في قضايا العالم. وعبر منصة العمل الخيري والإنساني بزيادة مساهماتها للدول الشقيقة والصديقة، وعبر قيادة الفكر التنموي العالمي في بعض منصاته. ولقد استحدثتْ تغييرات جذرية في بنية المجتمع السعودي تأسيسًا على ما امتازتْ به بلادنا من خطط اقتصادية تشكَّلتْ في برامج رؤية 2030 فأسفرتْ عن تحقيق إضافات إيجابية واعية للوصول الآمن لجودة الحياة،، والمنجز وفير والبلاد -بتوفيق الله ثم بحكمة القيادة- تغذ المسير إلى المعالي..
وعندما نتحدث عن خادم الحرمين الشريفين ترتفع الحروف عن السياقات العادية! وتعلو الدلالات؛ لأنها سوف تبث عن حكيم وحاكم تزدان مصفوفات الحديث عنه -حفظه الله- قوةً وشموخاً وغزارةً؛ ورصد حيّ لقيادة فريدة لوطن فريد أيضًا؛ فيتصدر حديثنا باع لافت في قوالب السياسة ومتطلباتها، واحتفاء أيّما احتفاء بالعلم والثقافة والتاريخ والتراث، وهو -حفظه الله- صاحب القدرة بل القدرات في إدارة المواقف، وصاحب القرار ولات بعدُ قرار.
«ذلَّل الصعبَ ما تبدّى له الصعبُ
وألوى بالمشكلات الرهيبة»
فعندما نرصدُ العهد الملكي الحديث؛ فإنّ السنوات السبع لملكنا سلمان -حفظه الله- حملتْ صناعة الاستقرار الممتد، وصدحتْ بإعلان باذخ عن الوصول باقتدار إلى عزائم القوة لحيازة الوطن الناهض وتصميم مستقبله وفق أحدث طراز؛ فتوجيهاته -حفظه الله- ترفل بفخامة التشخيص للواقع ومواطنه وبواطنه؛ ثم هو -حفظه الله- جامعة في الاتصال والتواصل، وبارغ في التحرك نحو احتياجات الشعب بما يلزم ويقتضي.
فهو سلمان الملك الذي فهم حياة المواطنين فغرس محبته جذراً في شغاف قلوبهم.
وعندما حلتْ الذكرى السابعة للبيعة الميمونة نبثُّ للعالم أن بلادنا في عهدها الوارف دخلتْ مسترادًا مختلفًا في تلك الأعوام السبعة من الفيض، فحزمتْ عزائم القوة لتباري أحاديث الإتمام فاجتازتها سباقة، وأقامت منصات الثراء الداخلي الذي يتجاوز الشفرات والمفاتيح الخارجية! وعانقتْ فيها لحظات الفرح لتنثر واقعًا فوارًا يسلّمنا تلك الصور والعلامات والرموز الفارهة؛ فحلَّ العام السابع لقيادة الملك سلمان -حفظه الله- لوطننا الأشم وبلادنا تمتلئ بانتصارات القرار السياسي؛ وبامتيازات عالمية فريدة، وتزخر كذلك بامتلاءات المنجز التنموي الداخلي الذي تتوالى منصاته فتعبق نسائم الخير في بلادنا لتبشر بحاضر وافر ومستقبل يتسامى؛ فمنصاتنا التنموية في البحر تمخر عبابه؛ وعلى اليابسة تُشْعلُ مدنًا حديثة تنبض وفاءً لهذه الأرض لتتدلى النيرات في ميادينها وتعلن الامتداد والاستدامة؛ وتُجلّي الحاضر في صور بهية!
«وتجلّت في سمائنا نيّراتٍ
تتحدى زُهْرَ النجومِ خصوبة»
وربما أعترفُ أن الحديث قد هزمني أمام وفيرٍ من خلال الحكم وظلاله، وما زال أمامي ارتحالٌ آخر نحو محبة الناس لكيانات ملكنا سلمان أميراً للرياض، ثم ولياً للعهد، ثم ملكاً لكيان باذخٍ قداسةً ومنزلة، فقد عرفنا خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز، فكان في مسيرته نموذجاً لسمات الحكم الرشيد عند صغارنا وكبارنا، حيث كان الوطن في وجدانه، وكل مُنْجَز وطني يُقرنُ بسلمان الباذل المؤازر، فمنابعه تترى، ونفحاته تملأ الأجواء، وفيوض عطاءاته كالسلسبيل العذب!
بوحٌ البيعة.
«فتسامي يا بلادي واسلمي
واستزيدي من أبي فهد المُنى»