رقية سليمان الهويريني
يعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيقونة بارزة في العهد السعودي الزاهر، حيث واكب مراحل التأسيس والوحدة والنمو والازدهار. وعاصر والده واستقى منه مآثر كبيرة تبدأ وتنتهي بالتقدير للشعب الذي تربى بين أحضانه، ووهبه اهتمامه، وبادله الشعب حباً بحب وتقديراً بمثله.
أسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بكتابة تاريخ هذه الدولة واهتم به كونه لا يعد أسفاراً يطويها الزمن فحسب؛ ولا يهملها أو يتخلص منها بل تبقى شاهداً له أو عليه على مر الدهور.
لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بعيداً عن هموم أمته، ولا بمنأى عن الأحداث المريرة التي مرت بها بلادنا، ولم يستند على كونه أميراً ثم ملكا ابن ملك تخدمه القلوب قبل الأجساد، بل نذر نفسه بكرم لخدمة مواطنيه؛ يقدّر وقتهم ويعتذر حين لا يتمكن من مقابلتهم، ويحسب لكل مواطن حسابه مهما ضعفت ظروفه الاقتصادية أو الفكرية. وحين يدخل الحرم معتمراً لا تفسح له الأماكن بل يندمج بين الحشود ويتوحد بهم ويتوقف المعتمرون للسلام عليه في المطاف فيمنحهم وجهه ويسلّم عليهم ويكمل عمرته.
يجد به المثقفون والأدباء والكتّاب سنداً ومعيناً فلا يرضى لهم بالاستصغار ويحفظ مكانتهم بالتواصل معهم واللقاء بهم والسؤال عنهم، عدا تحسس أوضاعهم أو التعليق على ما تكتبه صحفهم فيعدل من فكرة خاطئة ويثني على أخرى صائبة، معتمداً على ذاكرة حادة وتوقد ذهني يقظ يخدمه حين يستدعيه.
أحب الناس سلمان لأنه فتح باب إمارة الرياض حين كان حاكماً لها لكل صاحب حاجة وحتى بعد أن استلم ولاية العهد، أما قلبه فليس له باب، فيجد كل مظلوم أو مهضوم حقه نفسَه في ردهاته حتى تقضى حاجته وينصرف غانماً. فلم يحدث أن دخل أحد ذلك القلب ورجع بائساً، بل مملوءاً بالتفاؤل والأمل والحماية بعد الله. فعد أنه يوفر العدالة، ويحفظ الكرامة فلا يشعر المرء حين يشكو بالمهانة، بل بالعزة والأنفة.
ولئن كانت جهوده سابقاً مختصة بأهل الرياض كونه حاكمها؛ فقد شاء الله أن تذكو شخصيته وتفوح بأرجاء الوطن ملكاً للبلاد ليصل خيره القاصي والداني، ويواصل مسيرته بحفظ العهد الذي بينه وبين مواطنيه، وليحقق تطلعات شعبه الذي بايعه لتحمل هذه المهمة الجسيمة تقديراً لفكره المعرفي حيث يزهو بها، وتتويجاً لوعيه القيادي وخبرته المديدة حيث تفخر به.
وفي الذكرى السابعة لتولي الملك سلمان مقاليد الحكم؛ يبقى خادم الحرمين الشريفين المغرم بتاريخ وطنه وجغرافيته محصِّناً سور بلادنا بالدفاع عنها، مقلِّماً أظافر من يحاول العبث بها، مشجعاً للبناء والنماء، داعماً لكل منجز حضاري يسمو ببلادنا ويصعد بها في هامات المجد.
ومثل سلمان لا يرتضي غير المجد والعلياء لبلاده.