سوف نتناول في هذا المقال تأثير التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية على إمكانية تحقيق هدف مهم من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، إلا وهو «تحقيق الصحة والرفاه للجميع».
التغييرات المناخية العالمية والصحة والرفاه مما لا شك فيه أن التغيرات المناخية الحادثة حالياً والمتوقعة مستقبلاً ستؤثر حتماً على المتطلبات الأساسية لحماية الصحة والمتمثلة على أقل تقدير في الماء والهواء النقيين وكميات الغذاء الآمنة للبشر الحاليين والمستقبليين.
يقضي الموت كل عام على نحو 800 ألف نسمة بسبب تلوث الهواء وخاصة في المدن والمناطق الصناعية، وعلى 1.8 مليون نسمة من جراء الإسهال الناجم أساساً من انعدام فرص الحصول على إمدادات المياه النقية وعدم توفر العلاج وسوء النظافة الشخصية، ويتوفى نحو 3.5 مليون نسمة بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، ونحو 60 ألف نسمة نتيجة كوارث طبيعية (منظمة الصحة العالمية، 2008 ).
ولا شك في أن زيادة احتمالات التقلبات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض تهدد بارتفاع مستويات بعض الملوثات في الهواء وزيادة انتشار الأمراض بواسطة تلوث المياه وتلوث الغذاء، فضلاً عن الإضرار بالإنتاج الزراعي وعدم كفايته لتحقيق الأمن الغذائي للسكان وخاصة في الدول الأقل نمواً.
ويثير تغير المناخ أيضاً مشكلات جديدة فيما يتعلق بمكافحة الأمراض المعدية والأمراض شديدة الحساسية للتغيرات المناخية من حيث درجات الحرارة وسقوط الأمطار وارتفاع الرطوبة، ومنها الكوليرا وأمراض الإسهال والملاريا وحمى الضنك وسائر الأمراض المنقولة بالنواقل. وعليه فإن «تغير المناخ يهدد بإبطاء وتيرة التقدم الذي تحرزه دوائر الصحة العمومية على نطاق العالم في مكافحة كثير من تلك الأمراض بل إنه يهدد أيضاً بوقف ذلك التقدم أو تراجعه» ( منظمة الصحة العالمية، 2008 ).
مع تغير المناخ ستصبح كل الفئات السكانية معرضة للخطر ولكن بدرجات متفاوتة. فيتوقع أن تكون أوخم بين المسنين والأشخاص الذين يعانون من ظروف خاصة وأمراض مزمنة. ومن المرجح أن يكون الأطفال والفقراء والنساء بشكل خاص هم الأكثر عرضة والأقل تحملاً لعبء الأمراض الناجمة عن هذه التغيرات المناخية.
وبجانب التغيرات المناخية لا يمكننا إغفال دور العولمة التي تزيد من صعوبة احتواء الأمراض المعدية بل وتزيد من سرعة انتشارها نتيجة للتحركات المتتالية والسريعة للسكان من مكان لآخر حول العالم.
إن أسوأ الآثار الصحية قد لا ينجم عن الصدمات الحادة كالكوارث الطبيعية أو الأوبئة وإنما من التصاعد التدريجي للضغوط على النظم الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية التي تدعم الصحة، وهي في حقيقتها نظم ضعيفة، خاصة في كثير من الدول النامية. ومن تلك الضغوط شح المياه العذبة والتغيرات الموسمية التي تطرأ عليها، وتدني الإنتاج الغذائي على الصعيد الإقليمي وارتفاع مستويات سطح البحر. ومن المحتمل أن تدفع مثل هذه التغيرات التجمعات السكانية إلى النزوح والهجرة، وأن تزيد مخاطر نشوب القلاقل والاضطرابات الأهلية.
مظاهر تأثر الصحة بالتغيرات المناخية
تغير المناخ سيؤثر تأثيراً سيئاً على بعض المحددات الأساسية للصحة الجيدة، وهي الهواء النظيف والمياه النقية والغذاء الكافي والمأوى الملائم والسلامة من المرض. البلدان النامية هي الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ والأكثر عرضة لآثاره السلبية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
الحرارة: ارتفاع درجات الحرارة يسهم بشكل مباشر في الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية وأمراض الجهاز التنفسي، وخصوصاً بين المسنين. فعلى سبيل المثال سجلت أكثر من 70 ألف حالة وفاة إضافية أثناء موجة الحر التي حدثت في صيف عام 2003 في أوروبا. أظهرت إحصاءات WHO أنه عالمياً وخلال الفترة ما بين 1998 - 2017 لقي أكثر من 166 ألف شخص حتفهم بسبب موجات الحر، منها موجة الحر التي أودت بحياة 60 شخصاً في مصر عام 2015.
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد مستويات الأوزون وغيره من ملوثات الهواء الأخرى التي تتسبب في تفاقم الأمراض القلبية الوعائية وأمراض الجهاز التنفسي. وفي الحر الشديد ترتفع مستويات حبوب اللقاح وسائر المواد الموجودة في الهواء والمسببة للحساسية. ويمكن أن يتسبب ذلك في الإصابة بالربو، وهو مرض يعاني منه 300 مليون شخص تقريباً. ومن المتوقع أن يزداد هذا العبء بفعل الزيادة المستمرة في درجات الحرارة.
وفي الوقت ذاته فإن ارتفاع درجات الحرارة يسرع من تبخر المياه السطحية التي توفر المياه العذبة لكثير من السكان. ونقص المياه العذبة يضر بالصحة العامة للأفراد ويزيد من معدلات الإصابة بالإسهال، وتتسبب الحالات الشديدة من ندرة المياه في حدوث الجفاف والمجاعات. كما تؤدي زيادة المياه في شكل فيضانات إلى تلوث إمدادات المياه العذبة وتكثر البرك والمستنقعات وتزداد فرص تكاثر الحشرات التي تنقل الأمراض مثل البعوض. ( Robine JM et al. 2008 ).
من المقدر أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط سقوط المطر إلى انخفاض غلة المحاصيل في كثير من البلدان النامية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الضغط على إمدادات الغذاء. وفيما يتعلق بالمجموعات التي تعتمد على زراعة الكفاف أو التي لا تحصل على دخل يكفي لشراء الغذاء فمن المتوقع أن تعاني من أمراض سوء التغذية بشكل أكبر، ويؤدي سوء ونقص التغذية بدورهما إلى اشتداد حدة الكثير من الأمراض المعدية، وخصوصاً بين الأطفال. ( Arnell NW. 2004 ).
الأمطار والفيضانات: إن التغير المتزايد في أنماط سقوط المطر من المرجح أن يؤثر على إمدادات المياه العذبة. ويمكن أن يلحق نقص المياه النقية الضرر بالصحة العامة للأفراد ويزيد مخاطر الإصابة بالإسهال، الذي يودي سنوياً بحياة 60 ألف طفل دون سن الخامسة كل عام. وفي الأحوال الشديدة من ندرة المياه قد نصل إلى مرحلة الجفاف والمجاعة. ومن المرجح أن تغير المناخ، بحلول التسعينات من القرن الحادي والعشرين، سيزيد المساحة المتضررة من الجفاف وسيضاعف معدل تواتر نوبات الجفاف الشديدة وسيزيد متوسط مدتها ست مرات. ( Arnell NW. 2004 ).
أما الفيضانات فهي تزداد تواتراً وشدة. وتتسبب الفيضانات في تلوث إمدادات المياه العذبة وتزيد مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه وتهيئ أرضاً خصبة للحشرات الناقلة للأمراض، مثل البعوض. كما أنها تتسبب في الغرق والإصابات الجسدية وتدمير المنازل وتعطيل توصيل الإمدادات الطبية وتقديم الخدمات الصحية.
ومن المرجح أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الهطول في انخفاض إنتاج الأغذية الأساسية بمقدار 50 % في كثير من المناطق الأشد فقراً في بعض البلدان الأفريقية، وذلك خلال العقد الثالث من القرن الحادي والعشرون.. وسيؤدي ذلك إلى زيادة معدل انتشار حالات سوء ونقص التغذية، وهما يتسببان حالياً في وفاة نحو 3.1 مليون سنوياً. ( IPCC, 2007 ).
الكوارث الطبيعية: منذ الستينات من القرن العشرين تزايدت حالات الكوارث الطبيعية ذات الصلة بالأحوال الجوية (التي تم الإبلاغ عنها) بأكثر من ثلاث مرات على الصعيد العالمي. وفي كل عام تتسبب هذه الكوارث في أكثر من 60 ألف حالة وفاة، معظمها في البلدان النامية. وفي ضوء حقيقة أن أكثر من نصف سكان العالم يعيش على مسافة لا تتجاوز 60 كيلومتراً من البحر، فإن ارتفاع مستوى سطح البحار وتزايد حدوث الظواهر الجوية المتطرفة سيتسببان في تدمير المنازل والمرافق الطبية وسائر الخدمات الضرورية، وقد يضطر الناس إلى الانتقال إلى أماكن أخرى مما يزيد مخاطر حدوث آثار صحية سيئة تتراوح بين الأمراض السارية والاضطرابات النفسية، وإلى البحث في نهاية المطاف عن أرض آمنة، مما يزيد الضغوط البيئية والاجتماعية في مواقعهم الجديدة.
العواصف المدارية: إن الرياح العاتية، ولاسيما تلك التي تهب على المناطق المدارية، تجلب معها الموت والدمار. تشير البيانات المتاحة إلى حدوث زيادة ملحوظة في أعداد أعتى الأعاصير خلال العقود الأخيرة، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه. وتشير الدراسات إلى أن تضاعف مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في غضون الثمانون عاماً القادمة، سيتسبب في زيادة سرعة الأعاصير بنحو 6 % فقط ولكنه سيتسبب في زيادة تكرارها واتساع نطاقها بنحو 300 % .
التغيرات المناخية والصحة النفسية
أكدت دراسة حديثة نشرت نتائجها مؤخراً في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية «PNAS»، باستخدام بيانات الأرصاد الجوية اليومية مقترنة بمعلومات جمعت من ما يقرب من مليونين من سكان الولايات المتحدة، أُخذت منهم بشكل عشوائي عينات على مدار عقد كامل، وقد استعانت الدراسة في جمع البيانات بالمناطق المدمرة نتيجة إعصار كاترينا الذي وقع في أواخر أغسطس 2005 وأدى إلى واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الولايات المتحدة وأثر على ملايين الأفراد في المدن الأمريكية المطلة على ساحل خليج المكسيك. وخلال الدراسة، أجاب الأفراد الذين شملتهم العينة عن أسئلة حول صحتهم العقلية، تشمل الإجهاد، والاكتئاب، والمشكلات العاطفية. فحص الباحثون ثلاثة أنواع من الضغوط البيئية المحتمل أن ينتجها تغير المناخ، وهي التعرض للأحداث المناخية على المدى القصير، والاحترار متعدد السنوات، والتعرض الحاد للكوارث الطبيعية، من أجل التحقق من العلاقة التاريخية بين التغيرات المناخية والصحة العقلية. أشارت الدراسة إلى ثلاثة عوامل أساسية تحدد السلامة النفسية للإنسان، هي الحالة الاجتماعية والحالة الاقتصادية والحالة البدنية، ومن خلال تهديد هذه المحددات الثلاثة، يؤدي التغير المناخي إلى حدوث الاضطرابات النفسية التي بدورها تفاقم الصحة العامة، وتقلل من الإنتاجية، وتقلل من جودة الحياة. وجد الفريق البحثي أن:
- الحياة مع درجات حرارة أكثر ارتفاعاً ومعدلات أعلى من هطول الأمطار فاقمت معدلات الإصابة بأمراض الصحة العقلية.
- وأن زيادة الاحترار لسنوات متعددة، ارتبط بزيادة انتشار مشكلات الصحة العقلية.
- كما أن التعرض للأعاصير المدارية، التي من المرجح أن تزداد وتيرتها وشدتها في المستقبل، يرتبط بالأمر ذاته.
- إن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض اضطرابات الصحة العقلية نتيجة العوامل المناخية غالباً لا يسعون للعلاج، أو لا يجدون الاهتمام اللائق بحالتهم في حالة معاناتهم من الأعراض وسعيهم للعلاج.
- ارتفاع درجة الحرارة والجفاف يزيدان من مخاطر الانتحار، كما يزداد معدل الزيارات إلى المستشفيات النفسية خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة.
هذا بالإضافة إلى خطر تزايد درجات الحرارة على الصحة الجسدية، ولإضرارها بالنشاط الاقتصادي، وتحفيزها للصراع الاجتماعي، وتسببها في الهجرة القسرية.
واتساقاً مع نتائج هذه الدراسة، نشرت دورية «نيتشر كلايمت تشينج» في أبريل 2018 ، دراسةً تشير إلى مخاطر ما سمته «الحزن الإيكولوجي» الذي عرفته على أنه استجابة طبيعية للخسائر البيئية التي قد تصبح أكثر شيوعاً مع تفاقم الآثار المترتبة على التغيرات المناخية. وتؤكد الدراسة على أن تغير المناخ ليس مجرد مفهوم علمي مجرد، وإنما هو مصدر للكثير من الآلام العاطفية والنفسية غير المعترف بها حتى الآن. توضح الدراسة أن أولئك الذين يعانون من حالات نفسية سابقة، ومستويات اجتماعية واقتصادية أقل، بالإضافة إلى النساء، هم الأكثر عرضةً للمخاطر النفسية والعقلية. ووفق نتائج الدراسة فإن الصحة العقلية للأفراد ذوي الدخل المنخفض قد تتضرر أكثر بسبب تغير المناخ. هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الدراسة أُجريت على أفراد من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي بلد غني وتميل إلى المناخ المعتدل في أكثر أرجائها، مما يعني أن المناطق ذات المناخ الأقل اعتدالاً والموارد الأقل سيكون حال سكانها أسوأ.
وخلاصة القول إن الإنتاج العقلي يعتمد على عوامل متعددة للوصول إما إلى حالة مزاجية منتجة أو إلى حالة مزاجية مضطربة، ويعتبر المناخ من بين هذه العوامل. واتساقاً مع هذه الفرضية طرحت فكرة (التكيف)، وهو الذي يغير الحالة العقلية المزاجية للبشر ويجعلهم أكثر ثباتاً، حتى في مواجهة الظروف المناخية القاسية.
الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية
انتشار العديد من الأمراض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات المناخية. على الرغم من التقدم العلمي الملحوظ في القضاء على العديد من الأمراض، إلا أنه يخشى من أن تفسد التغيرات المناخية هذا الإنجاز، حيث تبدي كثير من الأمراض الفتاكة حساسية شديدة تجاه تغير درجات الحرارة والرطوبة والأمطار وغيرها من المظاهر المناخية مما يؤدي إلى انتشارها، ومن المتوقع أن يؤثر تغير المناخ على زيادة انتشار الأمراض المعدية المختلفة كما يلي:
- الأمراض المنقولة بالطعام: مثل Listeria (الليستيريا مرض منقول بالغذاء تسببه بكتيريا الليستريا المستوحدة، وهي بكتيريا يمكن أن تتسبب بعدوى خطيرة ومميتة أحياناً لدى الأطفال الصغار، والأشخاص المسنين، وأفراد آخرين يعانون من ضعف الجهاز المناعي).
- الأمراض المنقولة بالماء: مثل الكوليرا.
- الأمراض المنقولة بالهواء: يمكن أن تساهم زيادة درجات الحرارة صيفاً في زيادة خطر الإصابة بداء (داء الفيالقة) Legionellosis خاصة إذا ما تسببت الحرارة الشديدة في زيادة استخدام أجهزة التبريد (التكييف). (داء الفيالقة من أشد أشكال التهاب الرئة، وهو التهاب ناجم عن بكتيريا تعرف باسم الفيلقية. يصاب معظم الناس بداء الفيالقة عن طريق استنشاق البكتيريا الموجودة بالماء أو التربة. كبار السن والمدخنون والأشخاص ذوو المناعة الضعيفة هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الفيالقة).
- الأمراض المنقولة بالعوائل الوسيطة: مثل البعوض والقراد والذباب والقوارض والقواقع, فلهذه العوائل حساسية عالية للظروف المناخية بما في ذلك درجة الحرارة, ومن هذه الأمراض:
• الملاريا: تنتقل الملاريا ببعوض «Anopheles» وقد لوحظ ازدياد انتقال الملاريا في المناطق المرتفعة في تنزانيا وكينيا ومدغشقر وإثيوبيا.
• حمى الضنك: تنتقل عن طريق لسع البعوضة المصرية، يؤدي هطول الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة انتقال العدوى بهذه الحمى.
• الليشمانيا: تنتقل عن طريق ذبابة الرمل والتي عادت أنواع أخرى منها إلى الظهور في أجزاء معينة من العالم.
• البلهارسيا: من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى اتساع الرقعة الجغرافية التي تحدث فيها الإصابة بمرض البلهارسيا الذي تنقله القواقع.
- أمراض أخرى تنتقل عن طريق القوارض: مثل متلازمة فيروس هانتا الرئوي والتي تزداد بازدياد عدد القوارض الناقلة لهذا المرض أثناء هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات.
- الأمراض الحيوانية: يؤدي التغير المناخي إلى زيادة ظهور أمراض جديدة بين الحيوانات مرتبطة بالاحتباس الحراري والتي تكون معدية للإنسان, منها: فيروس النيل الغربي وحمى الوادي المتصدع.
الاستجابة والتكيف
لم يعد من الجائز اعتبار تغير المناخ مجرد قضية بيئية أو تنموية، وإنما الأهم هو النظر إلى هذه التغيرات المناخية على أنها خطر يعترض صحة الإنسان ويحد من إمكانية صونها وتحسينها. وعليه يجب أن تحظى مثل هذه المخاطر على أهمية أكثر عند وضع السياسات التنموية وبرامج المشاركة المجتمعية لضمان فاعليتهما. ينبغي على دول العالم اتخاذ إجراءات الاستجابة والتكيف لتخفيض العواقب الصحية المرتبطة بتغير المناخ ولتقليل آثاره المدمرة، ومن هذه الإجراءات:
- بناء القدرات وتعزيز وتطوير الأنظمة الصحية لضمان تكيفها واستعدادها للاستجابة لتغير المناخ.
- التحول إلى المدن منخفضة الانبعاثات الكربونية: وذلك بالتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، واعتماد الأبنية الخضراء وحماية التنوع البيولوجي والإدارة المستدامة للأراضي والمياه والنفايات.
- الحد من استخدام السيارات، وتعزيز استخدام وسائل النقل العام، وتطوير قطاع النقل بشكل مستدام، وقيادة الدراجات الهوائية، والمشي، والتوسع في إنتاج واستخدام السيارات الكهربائية، الأمر الذي من شأنه تقليل انبعاث الكربون وتلوث الهواء بما يعود بفوائد كثيرة في مجال الصحة.
- تجهيز خطط لإدارة الكوارث ورسم خرائط للمناطق الأكثر عرضة للخطر مثل الأراضي القاحلة والمدن الساحلية والمدن المكتظة بالسكان.
- القيام بالأبحاث من أجل تقييم التغيرات المناخية وأثرها على الصحة وتقييم قدرة كل بلد على التكيف، وتسهيل الحصول على المعلومات في هذا المجال.
- التوعية بأخطار تغير المناخ على صحة الإنسان.
** **
- د. خالد السيد حسن