د. فهد بن علي العليان
تمضي السنون، وتمضي «المجلة الثقافية» متألقة في سماء الثقافة والعطاء، حيث تدخل عامها الهجري العشرين، متزامناً مع صدور عددها الـ700.
وهنا، نستطيع أن نقول بصوت مسموع وعال: إن «الثقافية» استطاعت أن تكون منارة معرفية، حين أشرعت أبوابها بانضباطية ومهنية عالية لكثير من الكتاب والمثقفين -كباراً ومبتدئين - الذين ينيرون بحروفهم ويسهمون بمقالاتهم وحواراتهم أجواء العمل الثقافي في مملكتنا الغالية، في ظل الحراك الثقافي الماتع التي تقوده وزارة الثقافة وهيئاتها المتعددة.
وإذا كان القائمون عليها - بقيادة المثقف المحايد د. إبراهيم التركي - لا يقبلون الثناء، فإن هذه المناسبة فرصة سانحة لنبث بسخاء كل عبارات الشكر والتقدير للقائمين على جريدة الجزيرة بقيادة عرابها الأستاذ خالد المالك، والشكر يتصل ولا ينتهي لأبي يزن الذي يقود الثقافية بهدوء ورزانة.
وجميعنا نأمل ونطمح ونطمع بأن تواصل «الثقافية» سيرها ومسيرتها؛ لأن كثيرين ينتظرون حروفها للإبحار في موادها وما تتضمنه من مادة ثقافية رصينة، يكتبها أدباء ومثقفون من مناطق مملكتنا المختلفة.
أذكر وأتذكر جيداً أنني كتبت حين وصولها للعدد الـ600 : «لقد واصلت المجلة الثقافية إصدار أعدادها المتوالية في الوقت الذي تتساقط فيه أوراق الصحف الورقية؛ وذلك إيمانًا من مسؤولي الجزيرة بأهميتها، إضافة إلى قدرة ربانها الماهر (أبو يزن) على التوازن والركض للمواصلة في دروب الإبداع والإمتاع».
ولن أنسى كذلك ما كتبه المثقف الكبير د.سعد البازعي في تويتر قائلاً: «أطالع ملحق صحيفة الجزيرة الثقافي (الثقافية) فأبتهج بأنه لا تزال لدينا ملاحق يعتد بها، وملحق الجزيرة في طليعتها كثافة في المادة وتنوع في الموضوعات، وبالقدر الذي يذكر بدور الجزيرة الريادي في ثمانينيات القرن الماضي».
نحتفي هذه الأيام بالثقافية التي تحتفي بكتابها وقرائها ومتابعيها وذلك بما تقدمه من وجبات ثقافية دسمة ورشيقة، فلقد وجدت «الثقافية» لتبقى واقفة تنير دروب الثقافة، فشكراً من الأعماق لرجلها القائم على أبوابها رافعا صوته بالترحيب، والدعاء له بالتوفيق والسداد.