كقارئ ومحب للثقافة ما الذي يدفعني لمتابعة جريدة أو مجلة معينة، بالطبع عناوين موادها الأدبية والفنية، والأسماء التي تقف خلف تلك العناوين، المصداقية وحرية التعبير، التي يلاحظها القارئ دون شك، فهي التي تدفعه لاقتناء المجلة، بل والاحتفاظ بها، تلك هي أهم سمات البقاء لأي مجلة ثقافية أو فنية، إن أرادت هي الاستمرار، فالماء والهواء هما الحرية والمصداقية، ما يميز المجلة الثقافية بصحيفة الجزيرة ويجعل استمرارها شيئاً مطلوباً أنها إضافة إلى الشرطين هناك شرط ثالث وهو الوفاء وتقديم الشكر لكل من قدم للوطن ثقافياً أو فنياً، من رموزنا الأدبية والفنية، ومن يراجع تاريخها يجدها لم تغفل عن أي اسم من تلك الأسماء، فمن لم يأت دوره الآن فهو حتماً ضمن أجندتها لا تنام عنه، التنوع بالطرح والأسماء ميزة لا ينافسها عليها أحد إلا المجلات المتخصصة وهي قليلة، عن نفسي يشدني إليها بعض الأسماء التي اهتم بمتابعتها مثل، الدكتور حسن بن فهد الهويمل الذي نفتقد مقالاته في الأعداد الأخيرة من المجلة وعسى المانع خير إن شاء الله ويكون دكتورنا العزيز بصحة وعافية كما نتمنى دوماً لرموزنا الثقافية والفنية، الدكتور إبراهيم الشتوي، الدكتور عادل العلي، صديقي وأستاذي محمد القشعمي، الأستاذة سهام حسين القحطاني، وبالطبع التحقيقات والحوارات التي تقدمها، وأختم مقالي القصير هذا بكلمة الدكتور إبراهيم التركي رداً على رسالة الأديب الكبير سعد البواردي . بتاريخ ????/?/?? بالمجلة الثقافية، صدقاً: لا يدري؛ فلعله وجعُها، أو لعله رثاءُ الذات عبرها، أو ربما الأسى على مثقف تنويري رائد يلجأ إلى الاستنجاد بأحد مريديه كي يضمن حياة كلماته؟ ألهذا الحد يحتاج الكبير، وهو من يسدد الحاجات كما المفترض، وما هو الضامن لبقاء المثقف لا بلغة التحيز، بل بمنطق التميز؟ وهل يحاسب الزمن من أهملوا رموزهم؟ وهل تساءلنا: أين الأستاذ الآن؟ لن يعيد ما كتب حوله قبلاً ولن يستدعي الملف الذي أصدرته «الثقافية» عنه ووثقته «الجزيرة» في سلسلة (من أعلام الثقافة السعودية) - عشرة مجلدات أيام الرخاء ولعل من يتمنون موت المؤسسات الصحفية يتأملون - ولكن الاستفهام موصول؛ فمؤسس «الإشعاع» قبل قرابة سبعين عاماً ???? هـ (سعد بن عبد الرحمن البواردي، شقراء - ????) بيننا ولكننا لا نراه، وقد تنبأ بما سيكون قبل أن يكون.
** **
- محمد الهلال