ما الذي يعنيه أن نحتفي بمرور كذا من السنوات من أعمارنا أو أعمار من نحب؟ إنه يعني أننا نحمد الله أن مد لنا في عمرنا وفي أعمارهم حتى نرى ما هيأ لنا ولهم - سبحانه وتعالى - من أسباب التوفيق، فحصدنا وحصدوا إنجازات نفخر بها - نحن وهم - أولاً أمام أنفسنا ثم أمام مجتمعنا ووطننا.
وما المؤسسات ببعيدة الشبه عن حياة الإنسان، فالإنسان هو الذي يدير المؤسسة ويسهر على نمائها ويرقب سموق شجرتها، فتصبح فريدة بين قريناتها، مائزة عن مثيلاتها، متى توفر لها من المخلصين من يحرص على حياتها كحرصه على نفسه، وينشد نماءها لأنه يعدها بعض بذوره.
هكذا سارت المجلة الثقافية حتى أكملت من الأعداد سبعمائة، ومن الأعوام عشرينا. لم تحد عن سنتها في نشر الثقافة بمعناها الواسع، ولم يتغير منهجها بأن تكون رسول الثقافة لجميع أبناء المجتمع وبناته. لم تهمل ناشئة الكتاب على حساب كبارهم، ولم تملْ لثقافة النخبة على حساب ثقافة الجماهير، فتعلق بها المبتدئ والمتقدم، والكبير والصغير؛ كلٌ يجد لمداده موضع قلم، ولعينيه فسحة تأمل، ولفكره ما يخاطبه ويغذيه. مائدة أسبوعية حافلة بشتى الفنون والآداب، وسجل لما مر بالمملكة من قفزات في كل مجال، وتخليد لسير من رحلوا، وتذكير بمن بقوا في ملفات خاصة بكل مناسبة ولكل علم.
دعواتي للجزيرة الثقافية ولمن يقف وراءها بالتوفيق والفلاح.
** **
- سعد عبد الله الغريبي