تشغل الصحف مكانة كبيرة من اهتمام القراء، فمهما كان الاهتمام بقراءة الكتب والروايات والقصص وحتى كتب التراث تظل الصحف قهوة الصباح الأثيرة التي يحرص البعض على تصفحها والاطلاع عليها يوميا سواء كانت ورقية أو حتى بعد تطورها وتحولها إلى صحفٍ إلكترونية.
وربما كانت بعض الأقسام مما يحرص عليه القارئ فلا يفوته الاطلاع عليها وربما لو كان يملك حسًا نقديا لعلق عليها بينه وبين نفسه في أضيق الحدود أو بكلمات تنشر على صفحاتها أو في غيرها من الصحف إن كان ممن يملك جرأة الطرح والقدرة على الكتابة.
و«الجزيرة الثقافية» هذا الاسم المعروف المميز في الصحافة العربية بشكل عام والسعودية على وجه الخصوص استطاعت فيما يربو على ستين عاما أن تستمر لتحقق حلم مؤسسها الشيخ عبد الله بن خميس الذي يحرص أن تكون هذه الصفحة مادة ثقافية لغوية أدبية تُعنى بالمثقف العربي وتجعل صفحاتها متنفسا له مهما كان تخصصه وميوله المعرفية.
كما استطاعت أن تثبت لقرائها أنها قادرة على البقاء في ظل وجود البديل والمنافس الذي قد يُقرأ ويُشاهد ويُسمع لكن لا يعوض أبدًا عن مثل هذه الصحف التي اعتاد أن يأخذ منها جرعته اليومية من الأخبار والموضوعات مهما كان نوعها وجنسها.
و«الجزيرة الثقافية» إحدى تلك الصحف التي تخدم شريحة كبيرة من القرّاء والكتاب حيث نجد أسماء بعينها يحرص القرّاء على متابعتها أو أعمدة معينة لا تكاد تفوته.
وقد أسهمت هذه الصحيفة خلال السنوات الماضية في بناء صرحها على أساس قوي ساعد على بقائها بل ازداد عدد الكتاب المبدعين والنقاد فيها يوما بعد يوم مما كتب له الاستمرارية والبقاء.
ومنذ سنوات قليلة لا تتجاوز الخمس سنوات بدأت النشر في هذه الصحيفة لكن في المقابل كانت ولسنين طوال من الصحف التي احرص على قراءتها وتصفح أعدادها باهتمام ومتابعة كل جديد يطرح في الساحة الأدبية والثقافية والنقدية فهي العين التي تطلعنا على كل جديد ومفيد من قضايا ومستجدات هي حديث الساعة.
ومن هنا وحتى تبقى الثقافية في مجدها المعهود لا بد أن تظل مجددة وتكسر الجمود الذي قد ينتاب أي صحيفة فيما لو بقيت على نفس الرتم؛ وعليه لابد من ضخ دماء شابة وكتاب جدد يشرفون على أعمدة تحمل عناوين جاذبة تناسب الوقت والظرف وما يحصل في عوالم الثقافة من حوادث وما يستجد من قضايا.
ومن هنا وعبر صفحتها في عددها المميز هذا لا يفوتني أن أهدي أكاليل من ورد وأن أوقد شموع من تقدير لهذه الصحيفة الغرّاء مباركة لها عددها هذا والذي يحمل إيحاء بحجم الجهد الذي يبذل والعمل المتواصل الذي كان الذي يجعلها تستمر لتصل إلى هذه المكانة بين جمهور القرّاء داعية لها بمزيد من الألق والاستمرار والتميز.
** **
- د. سميرة الكناني الزهراني