هذه الشجرة الشاهقة يبلغ ارتفاعها عشرين عقداً ومئات الصفحات المورقة المتجددة المملوءة تنوعاً واحترافية..
(ملحق الجزيرة الثقافية) يحتضن عشرات الأسماء وعشرات النصوص وعشرات القراءات النقدية والحوارات والتقارير..
ألحقت مجلة الأدباء في 3-3-2003 ميلادية، ومن ذلك التاريخ المتميز أخذت على عاتقها تميز مهمة العمل الثقافي والحضور الأدبي، بل أصبح مشروعها الدائم وشغلها الشاغل، منذ أن كانت تصل إلى القارئ ورقياً وحتى اليوم وهي متفردة بطرحها النخبوي، ومتفردة بمسارها الثقافي،
ذلك بخلق مساحة كافية للحالة الثقافية عربياً ومحلياً: نشأتها.. تاريخها.. جغرافيتها، ثم تتبع وتقصي جديدها، سواء على مستوى الأفراد المشتغلين بالأدب أو المؤسسات والجهات ذات العلاقة والاعتناء به.
نحن كتاب القصة القصيرة حظينا ولا زلنا نحظى بتقدير هذه المجلة لنا ولنصوصنا القصصية، وإن كان لبعض المطبوعات دور في ذلك لا يمكن تجاهله، إلا أن (الجزيرة الثقافية) ذات ريادة وتقدم في الاعتناء بالقصة القصيرة، ولها دور كبير في انتشارها والتعريف بكتابها وخلق فرصة التعارف بين النقاد والكتاب ورواد القصة وجيل الشباب وطرحها ضمن المشروعات النقدية التي يحرص عليها من قبل القائمين على هذه المجلة، وهذا يدلل على العناية والاهتمام والحرص على القصة القصيرة العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص.
عدد من نصوصي القصصية كان لها حظ الحضور على صفحات هذا الملحق الثقافي الأسبوعي وهذا بمثابة توثيق تجربتي والاعتراف بها كإحدى التجارب السعودية، ومما يلفت نظر القارئ هنا أن المجلة تحرص على حضور كافة كتاب القصة القصيرة الرواد ثم الجيل التابع له ثم الشباب، مما يتيح لأصحاب المشاريع النقدية الاطلاع والمتابعة لكافة التجارب، وما يتيح للقصة الانتشار والاعتراف بها جنساً أدبياً لا يقل أهمية عن الرواية والشعر.
هذا التميز والنجاح والتفوق ليس وليد ذاته، وإنما بجهود عاملة مخلصة للمشروع الثقافي مؤمنة بأهميته كونه نافذة ووجهة عالمية.
** **
- كفى عسيري