فاتحة:
مدخل شعري:
من لي برائعة الحروف أضمها
لفؤادي الطوافُ حول الحرفِ
إلا (الجزيرة) موئلاً لثقافةٍ
بيضاء تبدي نبضها لا تخفي
فيها التماع الفكر ينبوع الهدى
وعلى المدى تسمو بما يشفي
هي زاد معرفة تنامى فضلها
هي دار آداب سمت بالعطف
هي واحة يهفو لها متبتل
وخدين علمٍ نادرٍ في الوصف
«هي زاد معرفة وأنس محجة»
وقطاف كرم قد دنا للقطف
«هي للثقافة موئل ومثابة»
تؤتي الثمار ندية للضيف
(وللنص بقية ستنشر فيما بعد)
# # #
(2) وتمضي السنون.. سنتان أو ما يقرب من الثلاث سنوات، منذ احتفالنا بالمئوية السادسة للمجلة الثقافية التي تنتمي لجريدة الجزيرة السعودية، وها هي تطل علينا المئوية السابعة التي نقف عند أعتابها متأملين فيما مضى ومستشرفين لما سيقدم ويأتي.
والمجلة الثقافية الأسبوعية مذ عرفناها ونحن نتطلع إليها متلهفين صدورها.. ويفاجئنا الحبيب (رئيس كتبتها) بإرسالها مبكراً للاطلاع عليها قبل الصدور الإلكتروني أو الورقي.. وهذه حداثة ما عهدناها في صحفنا السيارة المعاصرة!!
نقضي معها الأيام والليالي الطوال: تمصفحين وقارئين ومتأملين ومناقشين لأنها تحمل فضاءً أدبياً وفكرياً ليس سطحياً وإنما عميقاً بعمق الكتَّاب الذين يوجدون على تلك الصفحات الثقافية، الفكرية، الأدبية.
ويا لها من كوكبة مضيئة حقاً فمن أبي أوس إبراهيم الشمسان إلى حمد القاضي والدكتور إبراهيم الشتيوي والفيلسوفة سهام القحطاني ومحمد القشعمي والدكتور خالد الرفاعي والصقعبي عبدالعزيز إلى الدكتورة سهام العبودي وقبلهم ومعهم رئيس الكتبة الدكتور إبراهيم التركي ضابط الإيقاع، المنفتح على كل الاتجاهات والتوجهات، والمعتدل في رؤاه حيال الاختلافات الثقافية عدا الخلق والشيم والتواضع والمعارف المستنيرة!!
# # #
(3) ومن جمعة وسبت إلى جمعة وسبت تحتشد الآمال في ذاكرتي بأن أصبح على وجبة معرفية / أدبية دسمة يوم كانت الصحيفة الورقية تصلني في موعدها الساعة السابعة والنصف إلى الثامنة فأبدأ في تصفحها والتعمق في قراءتها بعد أن أكون قد أكملت وردي الجمعوي (سورة الكهف وياسين والدخان) وصلاة الضحى (والحمد لله).
كنت أشم عبير الثقافة عبر ورقاتها الأربع والعشرين ثم تقلصت إلى ست عشرة ثم أصبحت أتعامل معها إلكترونياً وعبر الوسائط التقنية. ويا كم عتبت على (أبي يزن) أن نشر لي مقالاً أدبياً أو قصيدة شعرية، أو دراسة نقدية في الملحق الإلكتروني وكنت انتظر الجزء الورقي – فأنا بطبيعتي ورّاق أو ورقي ولست في جماعة التقنية وسلالاتها المتعددة. ولكنه (أعني أبا يزن) رجل الخلق والاحتواء والإقناع فلا يترك سماعة الهاتف إلا بعد أن يزيل عني كل عتب ويعدني بالقادم الأحلى!!
# # #
(4) وما دمنا في المئوية السابعة ونستشرف آفاقها الماتعة، فإننا نشد على يد الزملاء في جريدة الجزيرة وملحقها الثقافي/ المجلة الثقافية داعين لهم بدوام المسيرة وتقدمها ونجاحها. والاستمرار على المنهج والحيادية والقرب من كل الاتجاهات، والتجديد المنتظر. ولعلِّي أقترح أن يكون لنا – نحن كتاب المجلة الثقافية ملتقى سنوياً نتدارس فيه المستجدات ونقدم فيه المقترحات ونحتفل بالمئوية الثامنة احتفالاً ثقافياً وخطابياً مائزاً ومتوهجاً في رحاب المركز الرئيس للجريدة وتحت رعاية كريمة من وزارة الإعلام أو وزارة الثقافة، وبذلك نرسم الخطوط العريضة لمستقبل باهر ومورق لمجلتنا الثقافية.
«وكم في الجعبة.. ما يملأ العيبة».. ولكن المكان المتاح أغلق بالمفتاح.. فمعذرة عن البوح والنواح!! و»يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق».
والحمد لله رب العالمين.
** **
د. يوسف حسن العارف - جدة 22- 25 / 3 /1443هـ