بفضل من الله أنهى فريق طبي بمستشفى د. سليمان الحبيب في التخصصي، معاناة طفلة «عامين»، مع نوبات يومية من الصرع التشنجي الحاد، غير المستجيب للأدوية التحفظية، وذلك بإجراء عملية جراحية ناجحة استمرت «4» ساعات.
ذكر ذلك الدكتور إبراهيم الثبيتي استشاري جراحة المخ والأعصاب والمتخصص في علاج أمراض الصرع والتشنجات، ورئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف بأن الطفلة وصلت للمستشفى، وخضعت لعدد من الفحوصات الطبية الدقيقة مثل التخطيط المستمر لنشاط الدماغ وإجراء الأشعة النووية (PET C.T Scan)، والرنين المغناطيسي (M.R.I.)، وقد أظهرت النتائج المسبب الرئيسي لحالات التشنجات المستمرة ومصدر الصرع في الفص الصدغي الأيمن بالدماغ.
وأضاف د.الثبيتي أن الفريق الطبي المعالج والمكون من استشاريي جراحة المخ والأعصاب والصرع، وأطباء أعصاب الأطفال، والتخدير ومختصي الأشعة الدماغية، قرروا التدخل جراحياً ووضع حد لتلك النوبات التشنجية، وايقاف تدهور القدرة الذهنية للطفلة.
وأوضح أن العملية استغرقت 4 ساعات وتم فيها استخدام نوع تخدير مخصص لحالات الصرع، بالإضافة إلى استخدام تقنيات جراحة المنظار المجهرية (Pentero)، وكذلك استخدام آلات وأجهزة خاصة تعرف بأسم (Sonopet Ultrasonic Aspirator) ، حيث تم استئصال الخلايا المسؤولة عن الصرع في الفص الصدغي الأيمن مع الحفاظ على المناطق الحركية بالدماغ.
وعن نتائج العملية قال د. الثبيتي إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، حيث تم نقل الطفلة للعناية المركزة للأطفال لمدة 24 ساعة للاطمئنان على مؤشراتها الحيوية، قبل أن يتم تحويلها لقسم التنويم بعد تحسن حالتها، الذي استمر إلى أن خرجت من المستشفى بعد «4» أيام، وقد تخلصت من نوبات الصرع بصورة نهائية ولله الحمد.
وأضاف د. الثبيتي أنه تم متابعة الطفلة بعد فترة زمنية من العملية، أظهر جلياً وجود تحسن كبير في حالتها الذهنية، وصار باستطاعتها الآن الالتحاق بسلك التعليم، كغيرها من الأطفال الذين في عمرها.
ووصف د.الثبيتي أن العملية بأنها من الجراحات النادرة والمعقدة جداً، التي لا تُجرى إلا في مراكز طبية متخصصة لأنها تحتاج إلى فريق طبي يتسم بالكفاءة والخبرة والدقة والتعامل باحترافية عالية، وتجهيزات متقدمة.