ظل المرحوم عبد الله الناصر الغيث يتردد إلى مدرسة العريمضي بواسطة وسيلة نقل هي الحمار الذي يتنقل عليه من مقر سكنه بالقصيعة القرية الواقعة جنوب غرب مدينة بريدة والتي تبعد عنها بحوالي 35كم، وعن مقر عمله بمدرسة العريمضي بحوالي 25 كم، ومن ثم انتقل إلى المدرسة السعودية باللسيب بعد فتحها عام 1378هـ وهي أقرب إلى مقر سكنه من العريمضي.
والمرحوم الاستاذ عبد الله الناصر الغيث هو الابن الأكبر لوالده الشيخ ناصر الغيث وبه يكنى.
ترك الاستاذ عبد الله الناصر الغيث العمل بوزارة المعارف وانتقل لوزارة البلديات ولكنه لم يستمر حيث طلب التقاعد وفتح مصنعاً للألمنيوم (مصنع اليرموك) مع بداية النهضة العمرانية التي بدأت مع حكم الملك خالد الذي أصدر أمراً بفتح صندوق التنمية العقاري غير الربحي في الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة 1394هـ الموافق الحادي عشر من يوليو عام 1975م.
والشيخ عبد الله بن ناصر الغيث هو الرئيس الخامس للنادي الأهلي الرائد حالياً ببريدة الذي أُسس بجهود بعض شباب المنطقة عام 1374هـ الموافق 1957م وسجل رسمياً عام 1382هـ الموافق 1962م واستبدل اسمه بنادي الرائد عام 1388هـ الموافق 1968م حين صدر الترخيص للأندية الرياضية، بتوحيد أسماء الأندية.. ونظرًا لتكرار اسم الأهلي في أكثر من مدينة بالمملكة العربية السعودية وبأمر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي عين كأول رئيس لرعاية الشباب بعد استقلالها عن وزارة المعارف بأمر من والده جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1387هـ 1967هـ غير اسمه من نادي الأهلي إلى نادي الرائد.
خلف الاستاذ عبد الله الناصر الغيث الذي عرف بدماثة أخلاقه وسعة صدره والعمل الجاد رجل الأعمال الشيخ محمد العبد الله الفوزان على رئاسة النادي واستمر رئيسا للأهلي لأكثر من ست سنوات واجهته مشاكل كثيرة وصعبة، ولكنه استطاع التغلب عليها، ومن تلك المشاكل تصنيف النادي الأهلي ببريدة إلى ناد ريفي بعد صعوده إلى أندية الدرجة الممتازة، برئاسة الاستاذ محمد العبد الله الفوزان الذي قدم استقالته حين صدر القرار، وترتب على ذلك انسحاب بعض الأعضاء الداعمين واللاعبين الفاعلين الذين صعدوا بالفريق إلى مصاف أندية الدرجة الممتازة، ومن المشاكل التي تعرض لها النادي أثناء رئاسة الاستاذ عبد الله الغيث انقلاب سيارته والتي كان يقودها بنفسه وكانت تحمل بعض المشجعين، ونتج عن الحادث، وفاة المشجع فهد إبراهيم المسلم، وإصابة الكثير منهم، بكسور مختلفة أدخلوا على أثر الحادث إلى مستشفى بريدة المركزي الوحيد بالمدينة، في ذلك الوقت، حدث الانقلاب، وهم في طريقهم لاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، رئيس رعاية الشباب، في زيارته لمدينة بريدة، ولمنطقة القصيم عام 1388هـ.
ظل النادي بمقره الجنوبي بعمارة عبد الرحمن المبارك الواقعة على طريق الملك عبد العزيز (الخبيب سابقا) من الجهة الشرقية جنوب محطة الراشد أقدم محطة بمدينة بريدة.
ومع تصنيف النادي إلى ريفي انسحب أغلب الأعضاء الداعمين وقل دخل النادي ( الميزانية) والتي تصرف من قبل رعاية الشباب، وظهرت مشاكل أمام الرئيس الجديد مع العلم بأنه لم يكن هناك مرتبات تصرف إلا للمدربين وهم مدرب القدم والطائرة والسلة وبقية العاملين هم من المشجعين الذين يخدمون ناديهم كسائق الباص المرحوم عبد العزيز العمر الذي ينقل اللاعبين والمشجعين من مقر النادي إلى الملعب، والمرحوم محمد السّعيد المسؤول عن كرات النادي والذي ينقلها من النادي إلى الملعب ويردها بعد نهاية التمارين والذي يغلق ويفتح أبواب النادي وكلهم بلا مرتبات بل يعملون بالمجان حباً وعشقاً لناديهم.
لقد استمر أبو ناصر رئيساً للنادي الأهلي والذي تغير اسمه إلى نادي الرائد وقت رئاسته لأكثر من سبع سنوات متحملا للمشاكل التي ظهرت وقت ترؤسه للنادي، ومع طفرة العمران بالمملكة ترك النادي واتجه إلى تأسيس مصنع للألمنيوم (مصنع اليرموك) واشتهر في حينه من أكبر المصانع بمنطقة القصيم.
أصيب المرحوم عبد الله في آخر عمره بجلطة أقعدته عن العمل ولزم الفراش لمدة تزيد على عشر سنوات حتى وفاته بتاريخ 4-2-1443هـ الموافق 11-9-2021م.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يجعل ما أصابه تكفيراً لذنوبه ورفعة في درجاته، وأن يسكنه الفردوس الأعلى ويثبته عند السؤال وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا يحرمه شفاعة نبيه، وعزاؤنا لأبنائه وبناته ولزوجته وإخوانه ونسأل الله أن يجعلهم خير خلف لخير سلف إنه سميع مجيب.
** **
- علي محمد إبراهيم الربدي