إنها فاجعة الموت إذا نزلت فلا شيء يُضاهيها.
ما زالت وستظل تلك اللحظة في مُخيلتي، لن أنسى ضجيج منزلنا ذلك اليوم..
فقد هزنا خبر وفاة جدّي كباراً وصغاراً.
تظل الوفاة - كل وفاة - فاجعة كبيرة ويظل الرحيل أمرًا قاسيًا مهما اشتدت وطالت فترة المرض.
ها قد رحل من كان سنداً وظهراً لنا وبركة لمنزلنا رحل من كان لنا طمأنينة بعد الله وأمانًا.
رحل من كان لنا بعد الله ملاذاً لشتات قلوبنا.
مات جدي الذي أحبهُ الصغير قبل الكبير وبكى عليه الغريب قبل القريب..
ليتكم تدرون أي جّد أرثي؟
إنه حبيبنا وسندنا وقرة عيننا لذا كان رحيله مُوجعاً لنا جميعاً.
ذلك أن فقده -رحمه الله- لا يعوّضه كائن من كان في هذي الحياة.
كان طيب القلب، بشوش الوجه، ندي اليدين.
أنا هنا لن أستطيع الحديث عنه في أسطر قليلة.
لكنني لن أستطيع السكوت عن الحديث عنه.
لذلك أقول لكم كان لدينا جد استثنائي نفخر به أمام الجميع كيفما كنا وحيثما نكون.
فلقد كبرنا أمام عينيه وبين يديه وفي ظل رعايته وحنوه علينا وسؤاله الذي لا يكل عن أحوالنا، أعطانا كل شيء من كل شيء ولم يُقصِّر مع أبنائه أو مع أحفاده وكل من يلونه أو يقصدونه.
عند حديثي عنه أمام الناس أو حُزني عليه فإن البعض يستكثرون علينا هذا الحزن وهذه اللوعة فأقول في نفسي «ليت قومي يعلمون» حجم هذا الحُب وهذا الحُزن الذي أتعبنا وكسرنا..
نعم فقد رحل ورحل الكثير معه وانكسر ظهرنا في الحياة.
لكنه سيبقى معنا بذكرياته التي لا تُنسى أبداً وسيبقى معنا بدُعائنا له.
يا الله أنت الجابر فأجبر كسر قلوبنا، ويا الله كفكف دمع عيوننا وستظل يا جدّي حُباً تحكيه ألسنتنا وشهيقاً في قلوبنا وراحلاً لا ينقطع عنك دُعاؤنا.
نشتاق لك لأن وجودك كان أجمل وأصعب وأقوى من أن ننساه..
ودعناك الله الرحمن الرحيم يا جدي العظيم.
** **
- حفيدته/ ليلى بنت عبدالعزيز الدريس