في الثالث من ربيع الآخر وقبل سبع سنوات تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في وطننا الغالي، معلناً بداية عهدٍ جديد من الرخاء والتطور والحزم والعزم مستمداً قوته من الله عز وجل ثم من حب شعبه وولائهم له.
حفظ أبناؤه من الشعب السعودي هذا التاريخ في قلوبهم قبل ذاكرتهم، واحتفوا به عاماً بعد عام، ممتثلين بذلك لتعاليم شرعنا الحنيف الذي جعل طاعة ولي الأمر وبيعته بعد طاعة الله عز وجل وطاعة نبيه عليه الصلاة والسلام ومعبرين فيها عن مشاعر الحب والفخر والاعتزاز بقائدهم العظيم.
في كل عام تأتي ذكرى البيعة لنجدد معها مشاعر الشكر والامتنان لله عز وجل الذي سخر لنا هذا الأمن والعز والرخاء على أيدي ولاة أمرنا ومستحضرين فيها شعور الفخر والاعتزاز بإنجازات قائد المسيرة الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي صنع تاريخاً جديداً ونقلة نوعية حديثة أبهرت العالم أجمع، فكان عنوان حكمه الحزم والعزم وحماية الوطن وحدوده ومحاربة الفساد بكافة أشكاله محققاً بذلك أعظم الإنجازات في فترة زمنية وجيزة.
فبالرغم من التحديات التي واجهتها المملكة خلال الفترات الماضية إلا أنها ولله الحمد استطاعت تجاوزها بفضل من الله ثم بفضل حنكة قائدها مع الكثير من المنجزات والشواهد والأرقام غير المسبوقة التي حققتها في مؤشرات الأداء العالمي على جميع الأصعدة والمستويات سواءً التنموية أو الاقتصادية أو الصحية أو التعليمية أو الأمنية.
ومن شواهد تجاوز التحديات، نجاح المملكة في مواجهة أزمة الوباء العالمي والتخفيف من أضراره. ولن ينسى التاريخ القرارات الإنسانية التي أصدرها الملك سلمان لحماية المواطن والمقيم في هذه الأرض المباركة معلناً للجميع بأن «الإنسان أولاً»، حتى أصبحت الممارسات والإجراءات التي اتخذتها المملكة أنموذجاً عالمياً يحتذى به ويدرّس. كما نستحضر في هذا اليوم اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين للتعليم. حيث قدمت القيادة الرشيدة كل الممكنات اللازمة والدعم لتساهم المؤسسات التعليمية والجامعات وبقيادة وزارة التعليم في إنجاز برامج ومبادرات رؤية المملكة في قطاع التعليم، والتي كان آخرها تدشين صاحب السمو الملكي ولي العهد لبرنامج تنمية القدرات البشرية الذي يستهدف تطوير وتجويد مخرجات التعليم لمواءمتها مع احتياجات سوق العمل. وكذلك من صور هذا الاهتمام والرعاية قرار مجلس الوزراء بإنشاء «هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار» لتتمكن المؤسسات التعليمية من دعم الاقتصاد الوطني بمشروعات بحثية وابتكارات نوعية لتحقيق المستهدفات الوطنية. وفي الختام نبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويمده بالعون ليحقق ما يتمنى لوطنه وشعبه وأن يوفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ويحفظ لنا وطننا ويديم عليه نعمة الأمن والأمان.
** **
أ. د. عبدالرحمن بن هلال الطلحي - رئيس جامعة الأمير سطام