العقيد م. محمد بن فراج الشهري
بعض الأحداث التي مرّت بالعالم العربي في الآونة الأخيرة تفضح كثيراً من الذين كانوا يتسترون بأقنعة طول السنوات الماضية، أقنعة تنم عن خساسة مواقفهم وتوجهاتهم والعمالة المنفردة والمزدوجة، دون عناء التفكير فيما سيطرأ على بلدانهم ومن هؤلاء سيء الذكر قرداحي الذي أكل وشرب في الصحون السعودية، وتمتع حتى انتفخت أوجانه وفتح له باب الترحاب والقبول على أساس أنه إعلامي نزيه، ويتمتع بمهنجية جيدة.. وساعده وجوده في السعودية من الاهتمام بأسرته ومعالجة ابنته كما هو ديدن السعودية مع كل مواطن عربي، لكن القرد يبقى قرداً حتى لو كان في جلباب غزال، عظ الأيادي التي امتدت له وقدم نفسه كعميل مأجور لحزب الله ولمرشده الأعلى في طهران وتناسى بلده وأهله ومن قدموا له الخدمات تلو الخدمات، وأتاحوا له فرصة الظهور والبروز على حساب آخرين من أهل الشيم، والكرامة، والنخوة وقضية جورج قرداحي ليست الأولى ولا الأخيرة في الإساءات المتكررة للسعودية من قبل إعلاميين باعوا ذممهم وبلدانهم للشيطان، وفي مقدمتهم وزير الخارجية اللبناني الذي فضح نفسه بنفسه وهذه الحادثة لم تكن هي السبب الرئيسي فيما حصل بين السعودية ولبنان بل هي القشة التي قصمت ظهر البعير.. لقد صبرت السعودية صبر أيوب وطرقت كل السبل ليترفع لبنان وساسته عن بعض الأمور التي تشاهد عياناً ولا تحتاج إلى تحليلات وتفسيرات مما جرى ويجري وهيمنة حزب الشيطان على القرار اللبناني، وكتم أصوات الشعب المنكوب بحزب أفسد على اللبنانيين حياتهم وعلاقاتهم بأشقائهم العرب، واستمر النهج المعادي للسعودية واستهدافها مراراً وتكراراً بأطنان المخدرات حتى الفواكه اللبنانية أصبح البعض ينفر منها لخوفه أن تكون ملغمة فلم يتركوا وسيلة من وسائل التهريب القذر إلا واتبعوها ضد السعودية والحكومة اللبنانية تشاهد بعين عوراء، ورغم ذلك فقد تعاملت السعودية مع اللبنانيين بمرونة حاولت معها أن يتم السيطرة على كثير من الأمور غير المناسبة والتي تفسد العلاقة الحميمة بين البلدين.. إلا أن السيل بلغ الزبا، ولم يعد في الإمكان أحسن مما كان حتى يستفيق اللبنانيون ويعرفون أن الأعداء الداخلين أشد وأخطر فتكاً من أي أعداء خارجيين، وحتى ينهض اللبنانيون من هذه الكبوة التي غاص فيها بعض الساسة اللبنانيين، وحتى يتم تحرير لبنان من عصابات حزب الشيطان في ذلك الوقت تعود السعودية كما كانت فما قدمته للبنان وللبنانيين يصعب على الحاسات عدّه، وقدمت الكثير والكثير دون منّة لكن أن تصل إلى هذا الحد فلابد أن نتوقف، لسنا مجبرين على المواصلة حتى يزيح اللبنانيون بأنفسهم كل المعوقات التي تفسد الود بينهم وبين أشقائهم في الخليج، والدول العربية ويتم ردم الهوة التي أحدثها حزب الشيطان وزبانيته بين الشعب اللبناني ومحيطه العربي، وأن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن, وإلا فلبنان سيصبح بلداً منكوباً بكل المقاييس وشبه محتل، والأيام القادمة كفيلة بشرح المزيد ولنتذكر ما قاله الشاعر العربي طرفة بن العبد:
ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً
ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ.