فدوى بنت سعد البواردي
أصبحت التقنية اليوم توفر المساعدة المناسبة لذوي الهمم أو الاحتياجات الخاصة من أجل تعزيز شعورهم بالاستقلالية وتقليل حاجتهم إلى وجود دعم خارجي آخر. ويساعد استخدام التقنية على كسر الحواجز أمام الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتزويدهم بإمكانية التواصل والتفاعل مع ما حولهم بشكل كبير خلال حياتهم اليومية.
ويوجد الكثير من الأمثلة، حيث إنه ومن خلال تقنية «إنترنت الأشياء» يُمكن تنشيط الصوت ليتمكن مستخدمو تلك التقنية الذكية، ممن يعانون من إعاقات جسدية، من التواصل بالأجهزة المختلفة في المنزل للتحكم في الإضاءة وأجهزة التلفاز والأبواب والنوافذ والكاميرات وغيرها. كما أصبحت السيارات ذاتية القيادة، من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي وأدوات الاستشعار، من أهم الابتكارات في هذا العصر، ويتم حالياً اختبارها وتطويرها للاستخدام الآمن، وسوف تصبح من الحلول التقنية الرائدة للجميع وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن جهة أخرى تتضمن تقنية «التكنولوجيا المساعدة (AT)» الأجهزة والمعدات والبرامج والحلول المختلفة التي تساعد الكفيف على قراءة شاشات ولوحات مفاتيح الأجهزة المحمولة والحواسيب عن طريق عروض برايل، ومكبرات الشاشات، وتطبيقات تحويل النصوص إلى محتوى صوتي أو العكس. وجميع تلك الحلول تساعد على إتاحة وسهولة قراءة وثائق المحتوى الرقمي، والتصفح عبر شبكة الإنترنت، والرد على رسائل البريد الإلكتروني، وحضور المؤتمرات وورشات العمل والمحاضرات ودورات التدريب افتراضياً، والقيام بالتسوق أو التجارة الإلكترونية، وإتمام المعاملات الحكومية والبنكية، والتفاعل مع برامج التواصل الاجتماعي وغيرها من الامكانات المطلوبة للدراسة أو العمل أو الترفيه، وأصبحت جميعها ميسرة من خلال التقنية.
كما أن التقنية تُعد أمراً محورياً اليوم في المساعدة في مجال الاستشارات الطبية، حيث يُمكن التواصل مع المهنيين الصحيين عبر الهاتف المرئي أو الصوتي مع الأشخاص ذوي الإعاقة لتلقي الرعاية الطبية عن بُعد، وتمكينهم من تقليل اعتمادهم على الآخرين، حيث تأتي معظم الهواتف المحمولة مزودة بأجهزة تتبع الصحة، وقياس ضغط الدم الذكي الذي يتصل بالهواتف المحمولة خاصة بالنسبة للأشخاص ذوي الحركة المحدودة. ويضمن هذا التقدم التقني منح الاستقلالية لذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد شخصان من ذوي الاحتياجات الخاصة لهما نفس الاحتياجات بشكل كامل، وذلك لتعدد الاحتياجات من أشخاص يعانون من ضعف السمع أو الكلام، أو الإعاقات البصرية، أو القيود الحركية، أو الحالات التنموية والعصبية، وغيرها. ولذلك، فإن ميزات التقنية، والتي تتيح إمكانية النجاح المدروس والمتكامل في القيام بكافة الأعمال قد نجحت بالفعل في تغيير حياة الكثير من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومع استمرار شركات التقنية في الابتكار أصبح هناك توجه نحو مفهوم مستقبلي وهو «التصميم العام»، وهو يعني تصميم المنتجات والبيئات التي يمكن استخدامها من قبل جميع الأشخاص، إلى أقصى حد ممكن، دون الحاجة إلى التكيف أو التغيير أو التصميم المتخصص. وبذلك سوف يتمكن الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة من استخدام كافة المنتجات والتي ستصبح قابلة للاستخدام من الجميع دون استثناء ودون أي تصميم خاص لفئة عن أخرى.
** **
- خبيرة تقنية وتحليل استراتيجي