سهوب بغدادي
في مقال سابق تحت عنوان أهمية الإعلام الإغاثي عام 2019 كتبت «يلعب الإعلام دورًا فعَّالاً لنقل الصورة الحقيقية لعمل المنظمات ومختلف الأعمال وأخص في مقالي الجانب الإغاثي متمثلاً بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يشكِّل واجهة إيجابية ومشرِّفة لبلاد الحرمين مهد الإسلام، حيث يعد المركز جسرًا بين المملكة ودول العالم. إن جهود المملكة الإغاثية هائلة وتعد الأكبر من حيث الكيف والكم إلا أن العديد من الأشخاص يجهلون جهود المملكة» من الجملة الخيرة يتضح أن الكثير من الدول التي تقدم لها المملكة العربية السعودية الدعم بشتى أشكاله وألوانه ينسون أو يتناسون هذا الأمر، ولنا في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من خلال سياسة البيانات المفتوحة على موقعها الرسمي ومنصاتها خير دليل ومثال، حيث يبلغ عدد الدول المستفيدة من مساعدات المملكة من خلال المركز 76 دولة في نطاقات الأمن الغذائي والتعليم والأمن الطبي خاصة خلال جائحة كورونا وما شهده العالم من شح وندرة في لمعدات الطبية والأكسجين والمستلزمات الوقائية وصولاً إلى عدم توفر اللقاح للوقاية من الفيروس، ولمسنا دور المملكة الإنساني والريادي بتوفير كل ما سبق وأكثر وإمداد الدول المتأثرة بيد العون. إذ تأتي اليمن في طليعة قائمة الدول التي تلقت الدعم من المملكة، فيما تأتي كل من فلسطين وسوريا والعراق ولبنان في قائمة الدول العشرة الأولى المستفيدة من الدعم والمعونات المتعددة. الجدير بالذكر أن المملكة نفذت ما يوازي 43 مشروعاً في مختلف النطاقات، بإجمالي مبلغ 32.640.178 دولار، إنه مبلغ هائل! بل يصعب على الشخص قراءته! إن هذا الرقم الفلكي هو قيمة المساعدات المقدمة من المملكة لبلاد الأرز منذ عام 2006 إلى 2021 فقط فما قيمة المساعدات المقدمة للبنان قبل عام 2006 لنا أن نتفكر ونفكر في الموضوع. إن الهجوم الضاري والحملات المعادية التي تتعرَّض لها السعودية من الكيانات الإرهابية والمعادية خلال الفترة الماضية على الرغم من استمرار المملكة في مد يد العون والتغاضي متغافلةً عن كل شيء، وما نسمعه ونشهده من المؤسسات الإعلامية التابعة لحزب الشيطان التي تروِّج بشكل دؤوب لأفكار منافية للحقيقة، وكان في الحوارات واللقاءات الأخيرة خير مثال من الجحود ونكران الجميل، بل قام البعض بتحميل المملكة الأخطاء الداخلية المندلعة نتيجة التحزّبات والانقسامات ورواسب المستعمرت وتداعياتها على الثقافة والتوجهات والصورة النمطية السائدة عن الداخل والخارج. لذا نجد أن توثيق وتعميم ثقافة الإعلام الإغاثي والإنساني لازمة وتبرز أهميته في مثل هذه الأحداث والملمات، لإحقاق الحق وترك لغة الأرقام تتحدث دون تكبد عناء أي شيء يذكر.