د. حمود بن محسن الدعجاني
إن أمن الوطن واستقراره والمحافظة على مكتسباته أمانة كبرى يجب أن نستشعرها في كل وقت وندافع عنها بالقول والفعل، ونحمد الله أن منّ علينا في هذه البلاد المباركة بقيادة حكيمة تحكم بشريعة الله.
ويقابلها كل أفراد الشعب بالطاعة في المعروف امتثالاً وطاعةً لله ورسوله، فكانت هذه العلاقة مثالاً يحتذى لكل الشعوب حكاماً ومحكومين كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ). أخرجه مسلم في صحيحه، فأصبحت هذه البلاد -ولله الحمد والمنة- بفضل الله ثم بفضل هذه القيادة الحكيمة تعيش في أمن وإيمان، ورخاء واستقرار.
وإن هذا الوطن قد تميّز بوجود منبع الرسالة، ومهبط الوحي، فالمواطنة فيه تفرض على المنتمين إليه واجب الطاعة وواجب البيعة، والنصرة لإمام المسلمين وواجب العمل على رفعة شأن الوطن والدفاع عن أرضه، فالبيعة الشرعية من أعظم الواجبات وأهم المهمات لما يترتب عليها من المصالح العظيمة في الدنيا والآخرة، فيلزم الأمة كافة الدخول في بيعة إمام المسلمين والانقياد لطاعته، وقد اتفقت الأمة جمعاء على وجوب طاعة الإمام وحرمة الخروج عليه بقول أو فعل أو إشارة للأدلة الصحيحة الواردة في ذلك كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ}، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر) رواه مسلم وقوله: (من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية) رواه مسلم.
ويحرم على المسلم إذا بايع الإمام أن ينقض بيعته أو يترك طاعته لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع) رواه مسلم.
ومن أهم آثار لزوم بيعة ولي أمر المسلمين هو الاستقرار الأمني والاجتماعي في المجتمع وحفظ الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها، وهي حفظ الدين والنفس والمال والعقل والنسل، أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا المملكة العربية السعودية من كل شر، ولا يمكن منها حاسداً أو حاقداً، وأن يحفظها من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار، وأسأله سبحانه أن يديم علينا عزّنا وأمننا، ومن أراد بنا سوءًا فأسأله سبحانه أن يرد كيده في نحره ويشغله في نفسه ويفضح أمره، كما أسأله سبحانه الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وإخوانه وأعوانه لما فيه خير وصلاح البلاد والعباد إنه سميع الدعاء قريب الإجابة.
** **
- أستاذ الفقه المقارن المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة شقراء