كتب - علي الصحن:
تحتفل المملكة هذه الأيام بمرور سبعة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - مقاليد الحكم والذي يوافق الثالث من شهر ربيع الآخر لعام 1436هـ.
تحل هذه الذكرى الغالية على الوطن والمواطنين، وسط استقرار سياسي واقتصادي يرفل به هذا البلد الكريم، وتحل هذه الذكرى والوطن الغالي بقيادته الرشيدة يزهو بفخر، ويواصل النمو والتطور في كافة المجالات، وطن يعيش الجميع فيه بخير، ويكتبون عنه حكايات يرويها التاريخ بكل فخر وزهو.
تأتي ذكرى البيعة المباركة والوطن يخطو حثيثاً نحو تحقيق متطلبات رؤيته الطموحة 2030 التي لم تنس الشأن الرياضي والترفيهي من أجندتها بل عملت على تحقيق كل ما يحفز شباب الوطن ورياضييه وتعزيز مكاسبه.
البيعة المباركة للملك الغالي مناسبة غالية، يعيد فيها الجميع قراءة سيرة الملك المفدى وما قدمه لوطنه من أعمال وإنجازات، سواء في فترة حكمه السديد، أو في المناصب الأخرى التي خدم فيها الوطن، وأمضى عمره - حفظه الله - في العمل من أجله، والمساهمة في بنائه لبنة لبنة، حتى أصبح في طليعة بلاد العالم، ومقصد الكثير من الناس من مشارق الأرض ومغاربها.
إن القارئ لمسيرة هذا الوطن تحت قيادته الحكيمة مع عضده وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز يعرف جيدًا حجم الإنجازات التي تحققت، والأرقام التي علت، وهي إنجازات وأرقام لا تنافَس ولا تجارَى، ولا يمكن حجبها، أو المرور عليها، بل إنجازات تجبر المتابع على التوقُّف عندها وإنصافها، وشُكْر المولى العلي القدير على أن أنعم على هذا الوطن بقيادة حكيمة، جعلت البلاد والعباد أكبر همها، وتعمل كل شيء وتبذل كل غالٍ ونفيس من أجلهما.
إن القطاع الرياضي يحظى دائماً بدعم متواصل من القيادة الرشيدة التي تجدِّد في كل مرة ما تحظى به الرياضة السعودية وممارسوها من اهتمام ودعم كبيرَين، وهو الدعم الذي سيحقق - بإذن الله - الاكتفاء الذاتي لدى الأندية، وسيسهم في نشر الألعاب المختلفة، إضافة إلى إيجاد نظام حوكمة مالية وإدارية، ستكون معه الأندية قادرة على جذب المستثمرين بما يسهم بشكل كبير وفعّال في زيادة مداخيلها المالية، ويوفر لها أرضاً خصبة للعمل، وتحقيق طموحات الشارع الرياضي، ويخلق فرصًا متكافئة للمنافسة بين الجميع وفي مختلف الألعاب.
إنجازات وحضور مميز
في المجال الرياضي.. واصلت الرياضة السعودية حضورها المميز، وسط دعم سخي ومتواصل من القيادة الرشيدة، حيث رسمت استراتيجية دعم جديدة، ودشنت مشاريع تمثل إضافة مميزة لمنظومة المشاريع والملاعب والمدن الرياضة في المملكة.
تمر هذه الذكرى هذا العام وقد مرت على أبنائه الرياضيين أشهر من الإنجاز والعمل والمنافسات، فالأخضر يقدم مستويات لافتة في تصفيات آسيا الموصلة لمونديال 2022 ويوالي انتصارات ويسير بخطى واثقة نحو المشاركة السادسة في أهم تظاهرة كروية في العالم.
استحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد
تأتي هذه الذكرى، وقد «أكملت مجموعة استثمارية يقودها صندوق الاستثمارات العامة، وتضم أيضاً شركة «PCP Capital Partners» و»RB Sports الجزيرة Media» («المجموعة الاستثمارية»)، عملية الاستحواذ بنسبة 100 في المئة على «Newcastle United Limited» و»Newcastle United Football Club» («النادي») من شركة «St. James Holdings Limited»، وقد تم الحصول على جميع الموافقات اللازمة من الدوري الإنجليزي الممتاز، واكتمل الاستحواذ في 7 أكتوبر 2021.
ويعد الإعلان ختاماً لعملية الاستحواذ على النادي، مساهماً بذلك إلى تمكين المجموعة الاستثمارية من صياغة استراتيجية واضحة وطويلة المدى لنادي «نيوكاسل يونايتد» مما يسهم في نجاح النادي في المستقبل.
وسيحظى النادي بإدارة جديدة تقدم له خبرات متنوعة، حيث سيصبح معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر بن عثمان الرميان، رئيساً غير تنفيذي لمجلس إدارة «نيوكاسل يونايتد»، وسيتم تعيين الرئيس التنفيذي لشركة «PCP Capital Partners» «أماندا ستافيلي»، كعضو في مجلس الإدارة، بالإضافة إلى «جيمي روبن» الذي سيمثل شركة «RB Sports الجزيرة Media».
ويتماشى الاستحواذ مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، أحد أهم صناديق الثروة السيادية والأكثر تأثيراً في العالم، حيث تركز استراتيجيته على قطاعات رئيسة، بما فيها قطاعي الرياضة والترفيه، حيث سيسخر الصندوق إمكاناته وخبراته الاستثمارية للمساهمة في نجاح النادي، مع الاستفادة من إمكانات النادي وتاريخه وإنجازاته، مما سيسهم في بناء فريق ناجح ينافس بانتظام للحصول على البطولات الكبرى.
إنجاز أولمبي تاريخي
ومن الإنجازات الكبرى التي تحققت للرياضة السعودية، الإنجاز الكبير الذي حققه لاعب المنتخب السعودي للكاراتيه البطل طارق حامدي، الميدالية الفضية في وزن فوق 75كجم، ضمن منافسات أولمبياد طوكيو 2020، وهو الإنجاز الذي لقي تقديراً واسعاً من القيادة الرشيدة، وتوج باستقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، للاعب حامدي، وعبر سمو ولي العهد عن تهنئته للاعب حامدي على فضية الألعاب الأولمبية بطوكيو وما قدمه من مستويات مميزة في لعبة الكاراتيه، متمنيًا له تحقيق العديد من الألقاب الكبرى القادمة.
وحينها أكد سمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل أن «هذا الإنجاز الذي نسعد به جميعاً كسعوديين، لم يكن ليتحقق لولا الدعم الذي نحظى به في القطاع الرياضي، من خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة واهتمام سمو ولي العهد - حفظهما الله - وتوفير كل السبل الممكنة لتحقيق المنجزات، وتشريف الوطن في مختلف المحافل الدولية والقارية».
وزارة تدير الرياضة
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين تم تحويل الهيئة العامة للرياضة، إلى وزارة الرياضة، وهو القرار الذي وصفه سمو وزيرها الأمير عبد العزيز الفيصل: «بالقرار التاريخي الذي يمثل مرحلة مهمة نحو تنفيذ وتطبيق رؤية المملكة 2030، وهو ما يجعلنا جميعاً أمام تحدٍ جديد للمضي قدماً في تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة التي تضع هذا القطاع ضمن أهم أولوياتها بتفعيل دور شباب وفتيات هذا الوطن الغالي في صناعة مستقبل الرياضة بالمملكة ووضعها في مقدمة الركب».
ويأتي القرار ليؤكد أهمية الرياضة وما تحظى به من دعم من قبل حكومة خادم الحرمين، وهو قرار يضيف الكثير إلى وزارة الرياضة ويجعل سمو وزيرها عضواً في مجلس الوزراء، مشاركاً في صناعة القرار وسرعة اتخاذ ما يخص القطاع الرياضي وينعكس على الرياضة والأندية والمنافسات، وهو ما لمس الجميع آثاره الإيجابية خلال الفترة التي تلت اتخاذ القرار.
دعم الأندية يتواصل باستراتيجية مختلفة
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) أطلقت وزارة الرياضة استراتيجية دعم الأندية وفق خطة متكاملة، ومن خلال نظام حوكمة فعّال للأندية في مختلف مناطق المملكة، بهدف تشغيل وتطوير هذه الأندية لضمان استدامتها إداريًا وماليًا، ووفق معايير محددة لتشجيع الأندية على الاهتمام بالرياضات المختلفة لتسهم في تطورها، وجعلها من الرياضات التي ترفع اسم المملكة عاليًا في المحافل الدوليّة.
مشروع مهد لاكتشاف وتطوير المواهب
ومؤخراً انطلق مشروع أكاديمية مهد الرياضية والتي أنشئت بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (654) وتاريخ 05-11-1442هـ، وهي بموجب منطوق القرار: «تعنى بتنمية المواهب الرياضية وتطويرها، وتصدير المعارف والمنهجيات الفنية للفئات السنية، وتهدف إلى تحقيق الإنجازات الرياضية الوطنية والإقليمية والقارية، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية وبالاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيمياً بوزير الرياضة».
ومهد مشروع وطني يكتشف ويطور المواهب في كافة المناطق والمدن ضمن الألعاب الفردية والجماعية ابتداء من 6 سنوات بهدف صناعة أجيال من الأبطال الرياضيين تحت إشراف خبرات فنية وإدارية باستخدام مناهج علمية وتقنيات حديثة وشراكات دولية عبر بناء منظومة رياضية متكاملة طويلة المدى على مدار 10 سنوات بالاعتماد على المدارس كمغذي رئيسي للمواهب السعودية « ومهد هي مشروع وطني ومبادرة من برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية المملكة 2030 وستكون مخصصة لجميع الرياضات، ولا تشمل كرة القدم فقط، وهي تهدف إلى تحقيق لاعبي الأكاديمية إنجازات إقليمية وقارية وعالمية في كبرى المحافل الرياضية على غرار بطولات كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية».