الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليست مناسبة فخر واعتزاز لأبناء المملكة وحسب.
بل هي نقطة اهتمام عالمي ودولي بالنظر لما حققه الملك سلمان بن عبدالعزيز من إنجازات مبهرة داخلياً وخارجياً جعلت من المملكة العربية السعودية أيقونة نجاح وقدوة لبقية دول العالم في كيفية صناعة النجاح وإدراة الأزمات.
ولا غرابة عندما يحتفي شعب المملكة والمقيمون على أرضها بهذه المناسبة بقلوب محبة مطمئنة شغوفة بالإنجازات ممتنة لخير العطاء، في مجالات الحياة كافة وهم يلامسون بحواسهم التطور الذي تشهده أجهزة ومؤسسات الدولة في جميع مناطق المملكة.
وسعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيّده الله - منذ أن تولى قيادة المملكة وبكل قوة وعزم وحزم إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادله الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي.
وشهدت المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، وتشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته؛ ما يضعها في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة.
تميزت إنجازات ومشروعات الملك سلمان بتنوعها كماً وكيفاً في العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية التي قام بدعمها على المستوى الداخلي والعالمي، والتي شهدتها تلك السنوات الأخيرة. وهو ما جعل المملكة العربية السعودية من أكثر البلاد تطورًا من ناحية التعليم وحفظ الأمن ودعم الاقتصاد وجعل للملكة شأناً عالياً ومؤثّراً في صنع واتخاذ القرارات.
المملكة -ولله الحمد - على يد مليكها المحبوب أصبحت علمًا يرفرف في سماء الكرة الأرضية، ولعل أبرز ما تحقق هو قيامه -أيَّده الله - بمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والتي تمتد لسنة 2030 ميلاديًّا والرؤية السعودية المباركة، حيث كانت المملكة في الفترات السابقة تعتمد على النفط بشكل أساسي، وأراد خادم الحرمين الشريفين أن ينظر إلى ما هو أبعد من ذلك وأن يستفيد من جميع الموارد الأخرى. وتمكّن من تحويل المملكة لوجهة صالحة للاستثمار، وذلك بسبب أهميتها في العالم لكونها مركزًا يربط بين القارات الثلاث، كما تتميز بإحاطتها بأكثر المعابر المائية أهمية في العالم. والذي ساعد في هذه التطورات أيضاً شعب المملكة الطموح الذي يسعى لاستغلال جميع قدراته للرفع من شأن الوطن والعمل على رقيه وإبرازه بين البلاد، من أجل أن يحقق التوازن المالي قام بإطلاق برنامج التحول الوطني، وأنشأ آلية متوسطة الأجل للتخطيط المالي، والتي بنيت على خمس ركائز أساسية هي: تنمية إيرادات الحكومة والدولة، وأن يكون كل الدعم للمستحقين وذلك عن طريق برنامج حساب المواطن، وتنمية ورفع الاقتصاد السعودي، وتعديل أسعار المياه وأسعار مواد الطاقة.
وعلى الصعيد الخارجي ركَّز -أيده الله - على البعد الإنساني في دعم الدول المجاورة له والعمل على حل مشاكلها وقضاياها، وبخاصة الدول المسلمة والدفاع عنها في المحافل الدولية. كما عمل خادم الحرمين الشريفين على تعزيز العلاقات بين الدول، وذلك من خلال زيارته لكثير من دول العالم. ونتج عن هذه الزيارات توقيع الكثير من الاتفاقيات التي تقوي من اقتصاد المملكة في شتى المجالات.
تم إنشاء مشروع مدينة نيوم في عهده، ذلك المشروع الذي يمتد بين ثلاث دول بالإضافة إلى وضعه حجر الأساس لمشروع القدية.
كما شهد التعليم في عهد الملك سلمان تغييرًا جذريًّا في المؤسسات التعليمية وإعادة هيكلتها مرة أخرى، حيث قام بدمج كل من التعليم العام والتعليم الجامعي تحت وزارة واحدة.
وفي عهد خادم الحرمين الملك سلمان ترأست المملكة قيادة مجموعة العشرين في مواجهة أزمة كورونا قياساً بنجاحاتها الدولية في مواجهة الوباء وما اتخذته من إجراءات صحية واقتصادية أسهمت بشكل فاعل في السيطرة على الأزمة، بل دعمها للعديد من دول العالم في توفير اللقاحات الطبية.
إن إنجازات الملك سلمان لا يمكن سردها أو تلخيصها في هذه العجالة، بل إن التاريخ نفسه يحتاج لوقفات عديدة لاستعراض جوانبها المضيئة.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين، وأطال الله في عمريهما وأدام الله عزَّ المملكة.
** **
- د . محمد بن عمر العرنوس