أعد التقرير - عوض مانع القحطاني:
يعد واحداً من عطاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - ومنذ أن تقلد العديد من المناصب في الدولة وهو حريص كل الحرص على الأعمال الخيرية والإنسانية ورعايته لكل مشروع يخدم المحتاجين في هذه البلاد وخارج المملكة.
ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية هو مركز سعودي مخصص للأعمال الإغاثية والإنسانية الدولية، حيث تم تأسيسه في 27 رجب 1436هـ بتوجيه من الملك سلمان، وهو واحد من عطاءاته الخيرة ولحرصه على فعل الخير وتقديم المساعدات للمحتاجين في العالم حرصاً من المملكة على دعم السلام العالمي في كل مكان واحترام كرامة الإنسان دون تميز على أساس العرق أو الدين أو غير ذلك.
والمملكة عبر تاريخها دأبت على البذل والعطاء والإحسان، ومساعدة الشعوب والدول المتضررة والمنكوبة، وتقديم العون للمحتاجين في كل مكان، وامتدادا لذلك جاء تدشين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - ليكون مركزا رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة، وذلك انطلاقا من رؤية ورسالة قائمة على البعد الإنساني فقط، بعيداً عن أي دوافع أخرى، بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة.
وقد تمكن المركز خلال 5 سنوات فقط من وضع بصمته في مجال العمل الإنساني على مستوى العالم، بل وأصبح رائدا في هذا المجال، وذلك بفضل الله ثم بتوجيهات ومتابعة واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - حيث نفذ المركز حتى الآن أكثر من 1784 مشروعا إنسانيا وإغاثيا تنوعت بين قطاعات الأمن الغذائي، والتعليم، والصحة، والحماية، والتغذية، والمياه والإصحاح البيئي، والخدمات اللوجستية، والتعافي المبكر، والإيواء والمواد غير الغذائية، وغيرها من القطاعات الحيوية، وذلك في 76 دولة حول العالم، بقيمة تجاوزت 5 مليارات و518 مليون و713 ألف دولار أمريكي، وذلك بالشراكة مع 144 منظمة وهيئة أممية ودولية وإقليمية، الأمر الذي يعكس الثقة بهذا المركز وجهوده المباركة ومساعيه النبيلة في تقديم العون للمحتاجين بلا أي تمييز بين عرق أو دين أو لون.
وقد حظي اليمن الشقيق بالنصيب الأوفر من مساعدات المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، ويستهدف المركز من خلال مشاريعه وبرامجه الإنسانية والإغاثية، المحتاجين والمتضررين في كافة المحافظات اليمنية دون تمييز أو استثناء، بما فيها المناطق التي ترزح تحت وطأة مليشيا الحوثي، وقد بلغت المشاريع المنفذة هناك حتى الآن 629 مشروعا إنسانيا في مختلف القطاعات الحيوية بتكلفة قاربت 4 مليارات دولار أمريكي، منها 292 مشروعا في القطاع الصحي، و112 مشروعا في قطاع الأمن الغذائي، إلى جانب 23 مشروعا في قطاع التعليم، و46 مشروعا في قطاع الإيواء والمواد غير الغذائية، بالإضافة إلى 32 مشروعا في قطاع المياه والإصحاح البيئي، و13 مشروعا في قطاع التغذية، و33 مشروعا في قطاع الحماية، وأكثر من 78 مشروعا استهدفت قطاعات الخدمات اللوجستية، والتعافي المبكر، والاتصالات في حالة الطوارئ، ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية، وقطاعات متعددة أخرى.
كما ينفذ المركز ضمن جهوده الإنسانية، مشاريع نوعية كبرى، تشمل مشروع تأهيل الأطفال المجندين في اليمن، والذي استفاد منه حتى الآن أكثر من 61 ألف شخص من الأطفال وأولياء أمورهم، حيث يهدف المشروع إلى إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح باليمن من خلال إدماجهم بالمجتمع وإلحاقهم بالمدارس ومتابعتهم، إضافة إلى تأهيلهم نفسيا واجتماعياً وإعداد دورات بهذا الخصوص لهم ولأسرهم، ليمارسوا حياتهم الطبيعية كأطفال، كما يهدف المشروع إلى توعية أولياء أمور الأطفال بمخاطر التجنيد لهذه الفئة، والعمل على إيجاد بيئة أسرية سليمة من خلال عقد الدورات التوعوية والتثقيفية والتعريف بالقوانين التي تجرم تجنيد الأطفال.
ومن البرامج النوعية أيضاً للمركز، مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، هذا المشروع الإنساني الكبير، الذي أسهم بفضل الله عز وجل في حماية مئات الآلاف من الأرواح البريئة في اليمن من الألغام التي تزرعها مليشيا الحوثي الإرهابية بعشوائية وبكثافة في كل أرجاء اليمن، بلا أدنى ضمير ولا أي مراعاة للأعراف الدينية ولا الإنسانية ولا القوانين الدولية، ليبرز ولله الحمد هذا المشروع لمركز الملك سلمان للإغاثة للإسهام في نزع تلك الألغام الخبيثة بكافة أشكالها وأنواعها، حيث بلغ مجموع ما تم نزعه منذ عام 2018م حتى الآن أكثر من 284 ألف لغم، فيما لا يزال مشروع «مسام» والذي تم تمديده للمرة للسنة الرابعة على التوالي، لا يزال يبذل أقصى الجهود الممكنة لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام.
كما تتضمن البرامج النوعية للمركز، برنامج الأطراف الصناعية، والذي يهدف إلى تقديم الدعم والعلاج مجانا للمصابين من الأشقاء اليمنيين بالبتر، إثر ألغام مليشيا الحوثي التي تزرع الدمار أينما وجدت.
وقد استفاد من البرنامج منذ تدشينه حتى الآن أكثر من 26 ألف شخص، من خلال تركيب أطراف صناعية ذات جودة عالية، وصيانة الأطراف، وإعادة تأهيل المرضى ليكونوا أشخاصا منتجين قادرين على العمل وممارسة حياتهم الطبيعية، كما تتضمن أهداف البرنامج على تدريب لكوادر المحلية على تقنيات تصنيع الأطراف الصناعية، وبناء قدرات المؤسسات الصحية لضمان توطين الخدمات واستدامتها.
كما يولي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اهتماماً كبيرا بالعمل التطوعي في أعماله الإنسانية والإغاثية، استشعاراً بمسؤوليته تجاه العمل الإنساني، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تطوير العمل التطوعي وزيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع، ونفذ المركز حتى الآن 167 برنامجا تطوعيا في مجالات الطب والتعليم والتدريب وغيرها من المجالات، في 21 دولة حول العالم من بينها: (اليمن، والسودان، والسنغال، وموريتانيا، ونيجيريا، والكاميرون، والمغرب، والغابون، الكونغو برازافيل، وارتيريا، وبنجلاديش، وباكستان، وجيبوتي، وتنزانيا، والنيجر، وجزر القمر، إلى جانب مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن)، واستفاد من تلك البرامج التطوعية أكثر من 375 ألف مستفيد، وتشكل البرامج الطبية التطوعية أحد أكثر البرامج التي ينفذها المركز، نظرا لزيادة الاحتياج في الدول المستهدفة، وتشمل برنامج مكافحة العمى والأمراض المسببة له، وبرنامج جراحة القلب المفتوح والقسطرة، إلى جانب برامج الجراحات المتخصصة، وبرامج تطوعية متنوعة أخرى وذلك بمشاركة كوادر سعودية من الأطباء والمتخصصين، والذي تمكنوا من إجراء ما يقارب من 47 ألف عملية جراحية، وتقديم العلاج لآلاف المستفيدين من الأسر ذوي الدخل المحدود في الدول المستهدفة.
وفي ظل هذه جائحة كورونا، ووسط الأزمات والآثار العالمية التي سببتها، برز دور المملكة العربية السعودية الريادي في مساندة الدول ذات الاحتياج في مكافحة هذه الجائحة، حيث بلغ مجموع ما قدمته المملكة لمساندة الجهود الدولية في مكافحة الجائحة 825.280.643 مليون دولار أمريكي، منها 128.642.892 دولار أمريكي، قُدمت من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، اشتملت على مئات الأطنان من المساعدات الطبية والوقائية من الأكسجين الطبي ومستلزماته، وأجهزة تنفس صناعي، وأجهزة مطورة لمراقبة العلامات الحيوية، وأجهزة تخطيط القلب، وأجهزة قياس النبض، وأجهزة صدمات كهربائية، وأجهزة مكثفات أكسجين، وأجهزة قياس نسبة الأكسجين بالدم، ومضخات أدوية وريدية، ومناظير للحنجرة بتقنية الفيديو، وأسرة طبية، وألبسة طبية وقائية، إضافة إلى تقديم ملايين من الكمامات والقفازات الطبية، وتأمين اللقاحات المضادة لكورونا، استفادت منها أكثر من 34 دولة حول العالم، من بينها: (اليمن، فلسطين، تونس، العراق، السودان، ماليزيا، الصين، المملكة المتحدة،بنجلاديش، طاجكستان، الفلبين، الأورغواي، جامايكا، نيجيريا، كموريتانيا، توغو، ناميبيا، الصومال، جزر القمر، الكاميرون، مالاوي، فيتنام، قرغيزستان، باكستان، كوستاريكا، سانت فينيس قرين لاند، بوركينا فاسو، السنغال، مالي، النيجر، تشاد، جيبوتي، موريشيوس، ألبانيا).
يأتي ذلك إلى جانب دعم منظمات أممية ودولية منها منظمة (GAVI) الاتحاد العالمي للقاحات ومنظمة (CEPI) التحالف العالمي للقاحات ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمات دولية أخرى.
ولم تقتصر مساعدات المركز على الدول المحيطة والبعيدة، بل شملت الزائرين (اللاجئين داخل المملكة العربية السعودية) والتي تعد من أكثر الدول استقبالاً لهم، حيث يشكلون نسبة 5.5 في المئة من إجمالي عدد السكان.
وبلغت قيمة المساعدات المقدمة من المركز للزائرين (اللاجئين داخل المملكة) حوالي 16 مليار دولار أمريكي، وتأتي امتداداً للخدمات المقدمة لهم من حكومة المملكة والتي تشمل العلاج والتعليم المجاني، إضافة إلى حرصها على اندماجهم مع المجتمع من خلال تواجدهم في كافة المناطق وإتاحة فرص العمل لهم.
وإلى جانب هذه الجهود، يأتي البرنامج الطبي السعودي لفصل التوائم السيامية، والذي يعد البرنامج الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يتكفل بكافة نفقات العملية والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إذ قام على مدى 3 عقود باستقبال حالات التوائم السيامية من مختلف دول العالم ودراستها وتقييمها قبل إجراء العملية، وقد بلغت عدد الحالات التي جرت دراستها حتى الآن 117 حالة من 22 دولة في 3 قارات حول العالم، تم إجراء عملية فصل لـ 50 حالة منها وتكللت جميعها بالنجاح ولله الحمد، وذلك في رقم قياسي ريادي عالمي يضاف إلى سجل المملكة الطبي والإنساني.
وقد قام المركز بإنشاء منصة بيانات المساعدات السعودية لتوثق كل ما تقدمه المملكة من مساعدات إنسانية متنوعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وذلك إنفاذا للأمر السامي الكريم رقم 41555 وتاريخ 10 - 9 - 1438، حيث تهدف المنصة إلى إبراز جهود المملكة دولياً وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى، وقد قام المركز بتصميمها وإعدادها لتسجيل المشاريع والمساهمات الإنسانية والتنموية والخيرية بناء على المعايير الدولية في التسجيل والتوثيق المعتمدة لدى لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية DAC - OECD، ومنصة التتبع المالي للأمم المتحدة UNFTS، ومبادئ الشفافية الدولية (IATI). وتشمل مساعدات المملكة المساهمات النقدية والعينية التي تقدم على شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية، كما تشتمل بيانات المساعدات مبالغ مدفوعة والتزامات مالية تدفع لاحقاً. وقد بلغت مساعدات المملكة حتى الآن أكثر 65 مليار دولار أمريكي، شملت تنفيذ 4425 مشروعا إنسانيا وخيريا وتنمويا في 157 دولة حول العالم، وتقديم 560 مساهمة لـ 48 منظمة وجهة أممية ودولية.
كما أن المساعدات الكلية لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لليمن حتى 1-11-2021م بلغت على النحو التالي:
في مجال الأمن الغذائي عدد المشاريع 112 مشروعا بتكلفة 1.371.915.977، وفي مجال الصحة 292 مشروع بتكلفة 766.625.031، وفي مجال دعم وتنسيق العمليات الإنسانية 29 مشروعا بتكلفة 681.273.109، وفي مجال الإيواء والمواد غير الغذائية 46 مشروعا بتكلفة 164.210.089، وفي مجال التعافي المبكر 22 مشروعاً بتكلفة 112.073.024، وفي مجال متعدد القطاعات 19 مشروعا بتكلفة 124.082.593، وفي مجال التعليم 23 مشروعاً بتكلفة 120.406.187، وفي مجال المياه والإصحاح البيئي 32 مشروعاً بتكلفة 212.869.314، وفي مجال الحماية 33 مشروعاً بتكلفة 158.895.271، وفي مجال الخدمات اللوجستية 7 مشاريع بتكلفة 42.735.048، وفي مجال التغذية 13 مشروعاً بتكلفة 148.036.558، وفي مجال الاتصالات في حالة الطوارئ بلغ مشروعاً واحدة بتكلفة 16.000.000.
وقد شملت عدد المشاريع على 629 مشروعاً بلغت تكلفتها 3 مليارات و919 مليون دولار.