أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اتصال هاتفي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ترحيبه بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، مشيدًا بحزمة المبادرات التي أعلنها سمو ولي العهد، وعدّها خطوة كبيرة لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغيُّر المناخي. وقد شكر خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - الأمين العام للأمم المتحدة على ما أبداه من ترحيب بالمبادرتين، منوهًا بجهود المنظمة وأمينها العام في مواجهة التغير المناخي، واتخاذها ما يلزم من خطوات للحد من آثاره البيئية والاقتصادية، مؤكدًا - حفظه الله - اهتمام المملكة ضمن رؤيتها 2030 بقضايا البيئة، والطاقة النظيفة، والتغير المناخي. وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض - حفظه الله - قد أطلق إستراتيجية استدامة الرياض على هامش منتدى مبادرة السعودية الخضراء الذي استضافته الرياض بحضور عددٍ من قادة الرأي والمتخصصين العالميين في مجال الاستدامة، وأعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض أن إستراتيجية الرياض للاستدامة التي تشمل إطلاق أكثر من 68 مبادرة طموحة للاستدامة في خمسة قطاعات، وهي: الطاقة والتغيّر المناخي، وجودة الهواء، وإدارة المياه، وإدارة النفايات، والتنوع الحيوي والمناطق الطبيعية. كما وتستهدف الإستراتيجية خفض انبعاثات الكربون في المدينة بنسبة 50 % ، بالإضافة إلى ضخ 346 مليار ريال سعودي ( 92 مليار دولار أمريكي ) في مبادرات ومشاريع الاستدامة للمدينة وتحفيز القطاع الخاص بفرص استثمارية.
وعن هذه المبادرة قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد «إنها تهدف إلى أن تصبح الرياض من أكثر المدن استدامة وتنافسية في العالم بحلول عام 2030». وأوضح معاليه «توجيهات سمو ولي العهد تذكرنا دائماً بأن النمو الاقتصادي الطموح لمدينة الرياض لن يأتي على حساب البيئة والاستدامة». وأكد معاليه على جهود الهيئة في إدارة الموارد الطبيعية بكفاءة، مشيرًا إلى أن مبادرات الاستدامة البيئية التي تم إطلاقها لدعم أهداف مبادرة السعودية الخضراء، ومنها استثمار 30 مليار ريال ( 8 مليارات دولار ) لرفع معدل المياه المعالجة من 11 % إلى 100 % واستخدام كل قطرة ماء للريّ وتخضير العاصمة الرياض، واستثمار ما يقارب 56 مليار ريال ( 15 مليار دولار ) في مشاريع إدارة النفايات لتدوير النفايات كمواد أولية وإعادة استخدامها وتحويلها إلى طاقة بنسبة 94 % . وأوضح معاليه أن الإستراتيجية التي أطلقها سمو ولي العهد لتنفيذ مشاريع الاستدامة البيئية ستوفر على اقتصاد المدينة ما بين 40 إلى 65 مليار ريال ( 11 إلى 17.3 مليار دولار ) نتيجة رفع مستوى كفاءة البنية التحتية وتخفيض استهلاك الطاقة والمياه، وتخفيض فاتورة الآثار الصحية جراء تحسّن الصحة العامة.
وحول الأثر الذي تُحققه مشاريع الهيئة الملكية لمدينة الرياض على نمط الحياة داخل المدينة أشار إلى أنه عند الانتهاء من تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض، والذي يعد أكبر مشروع نقل عام متكامل على مستوى العالم يُطور دفعة واحدة، تستهدف الهيئة الملكية رفع نسبة استخدام السكان لوسائل النقل العام في المدينة من 5 % إلى 20 % عبر استثمارات تبلغ قيمتها 112.5 مليار ريال ( 30 مليار دولار )، ورفع نسبة المركبات الكهربائية في المدينة إلى 30 % بحلول عام 2030 . ومن المتوقع أن يساهم مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بتقليل عدد الرحلات اليومية بمعدل مليون رحلة، مما سينتج عنه تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحوالي 1.5 مليون طن سنوياً. وأضاف معاليه أن الهيئة تستثمر 30 مليار ريال ( 8 مليارات دولار ) في مشاريع ومبادرات لحماية البيئة، مشيرًا إلى منجزات مبادرة الرياض الخضراء، الذي يعد أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى، كمساهم رئيس في مؤشر الأهداف المستدامة. وتستهدف مبادرتا الرياض الخضراء والاستدامة البيئية للرياض زراعة ما مجموعه 15 مليون شجرة لرفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7 إلى 28 مترًا مربعًا داخل النطاق الحضري بحلول عام 2030 ، مما سينتج عنه خفض درجة حرارة المدينة بمقدار 1.5 إلى 2 درجة مئوية، أي خفض درجة حرارة الوهج المنعكس من سطح الأرض بمقدار 8 إلى 15 درجة في مناطق التشجير المكثف. كما سيتم توفير أكثر من 3300 حديقة متفاوتة الحجم و 43 حديقة كبرى في مدينة الرياض، بهدف تحسين أسلوب الحياة فيها. وتابع معاليه: «ستُسهم الحدائق في أنسنة العاصمة وتقوية علاقة السكان ببيئتهم وتحسين جودة الحياة، وستعزز انتماء سكان الرياض للمدينة وهويتها».
وتعليقًا على مشاريع الهيئة المتماشية مع أهداف الاستدامة في المملكة، أضاف معاليه: «سيتم العمل على تحسين جودة الهواء وذلك بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 50 % ، واستثمار 30 مليار ريال ( 8 مليارات دولار ) لزيادة إنتاج الطاقة من مصادر متجددة بنسبة 50 %». كما نوّه معاليه أن مشاريع الاستدامة التي تقوم عليها الهيئة في مدينة الرياض ستوفر 350 ألف فرصة وظيفية وتضيف 150 مليار ريال للاقتصاد المحلي.