صيغة الشمري
استغربت كثيرًا من التعاطي مع موضوع قرداحي من زاويةِ الجحود والنكران على أساس أننا كشعب وكوطن ننتظر منه أو من غيره أن يكونوا أوفياء لوطننا ومجتمعنا، والأدهى والأمر الذي أثار استغرابي هو جلد الذات وإثارة البلبلة والتشكيك حول القناة التي كان يعمل بها قرداحي، وكأن عليها أن تكتشف نوايا وخفايا كل موظف ينتسب إليها مع ضمان بأن لا تتغير قناعاته أو لا يتم استغلاله بعد الوظيفة، كلما ظهر من سقط متاع البشر مرتزق وجحد دورنا لا يجوز أن نبدأ بالتنمر والتطاول على من استضافه سابقا في مؤتمر مثلا أو لقاء تلفزيوني والتنمر على أبناء بلدنا المخلصين لمجرد أنهم استضافوا أو وظفوا مثل قرداحي وشاكلته.
قدر البلد الكبير الذي يقود المنطقة والمجتمع العظيم الذي يؤثر رأيه على المجتمعات الأخرى أن يظهر لهم كل فترة جاحد وناكر للمعروف ومرتزق، وهذا لن يقلل - لله الحمد- من قيمتنا أو حجمنا، بل يزيدنا ثقة بأنفسنا ومكانة بين شعوب الدول الأخرى، جميع شعوب العالم من جميع الدول لديهم أمنية العمل في السعودية، وما حصل من قرداحي أو غيره من الجاحدين لن يجعلنا نقلل من طيبتنا مع الآخر ولن نتعامل بالقسوة أو الغلظة أو التشكيك مع الآخرين ممن يعملون في بلادنا لمجرد خيانة جورج قرداحي وجحوده فضل بلادنا.
قرداحي ليس الأول ولن يكون الأخير والجحود مستمر في الحصول على اتباع حتى تقوم الساعة، ولكن هذا يجب أن نتعامل معه بشكل واقعي ومنطقي والابتعاد عن التعامل معه وكأننا مصدومون ومتفاجئون مع جلد الذات، لماذا لم نكن نعلم ما يفعله هذا الشخص في المستقبل، لا يجب أن نثقل كاهلنا في مناقشة مواضيع الجحود والنكران لأنها قدر من أقدار الوطن الكبير.