فقدت الساحة الثقافية واحدًا من ألمع الكتّاب السعوديين وأكثرهم مقروئية، وهو الأستاذ علي بن محمد العمير الذي عُرف بكتاباته الساخرة في زاويته الشهيرة «تحت الشمس» وبأسلوبه الجاذب الرشيق، وبمناوشاته ومعاركه النقدية الحادة.
وقد حظي الأستاذ علي العمير رحمه الله بترجمة موسعة كتبها زميلنا الأستاذ الدكتور حسن بن حجاب الحازمي، ونُشرت في الجزء الثاني من «قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية» الصادر عن دارة الملك عبدالعزيز.
وأما معرفتي به رحمه الله فهي قديمة، إذ زرته في منزله في جدة (مشروع الأمير فوّاز)، وشارك معي في برامج إذاعية، وعندما ودّعته حمّلني هدية قيمة، وهي نسخة مجلدة من أعماله الكاملة التي طبعت في دار العمير للثقافة والنشر، وهي من المؤلفات التي أعتز بها إذ إنني من المعجبين جدًا بقلمه ومن محبي سخريته.
وظللت لسنوات على صلة وتواصل معه رحمه الله، وطلبت منه الكتابة في ملحق إبداع، وهو ملحق ثقافي أسبوعي كانت تنشره جريدة المسائية كل ثلاثاء، ومن المقالات التي أتذكرها ونشرت في صفحة كاملة في الملحق مقالته «الفرق بين جيزان وجازان».
وقد استشارتني طالبة دكتوراه قبل أشهر تنوي أن يكون مدار أطروحتها، فشجعتها وأيدت المقترح؛ وآمل أن يكون الموضوع قد سجّل بالفعل.
رحم الله الأستاذ علي بن محمد العمير رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
** **
د. عبدالله الحيدري - أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - (رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقًا)