عثمان بن حمد أباالخيل
في حياة الإنسان فرص وليس فرصة واحدة لكن الفرصة الحقيقية هي فرصة واحدة إذا لم يتعامل معها في الوقت المناسب والقرار الصحيح والابتعاد عن التردد الذي مرده ضعف الثقة بالنفس وعدم التحلي بالأمان الكافي ونتيجة شعوره بالإحباط والملل والاكتئاب وعدم الوقوف على أرض صلبة تساعده على اتخاذ القرار. الفرصة الحقيقية لا تحب المماطلة والتسويف على أمل أن يتاح له فرصة أخرى مماثلة أو أفضل وهذا في علم الغيب وجني الثمار في موسمه أفضل من تركه يتساقط ويتلاشى. التردد هو الضعف وتوفيت الفرصة التي تمر وتتعدى الإنسان الذي يندم حين تتجاوزه. باختصار التردد هو عدم القدرة على تحمل مسؤولية اتخاذ القرار.
الزمن لا ينتظر المترددين، ولا يحب الخائفين من الحسابات الكثيرة التي تدل على ضعف الشخصية. والتردد كما نرى في الآية القرآنية مرتبط بضعف الإيمان والارتياب والتذبذب. والتردد مرتبط بالزمن وهو العامل الرئيس. بعيدًا عن تردد الإنسان الشخصي، هناك التردد في عالم التجارة والصناعة والتسويق والإنتاج والمبيعات وزوايا أخرى كثيرة قد تُكلف الجهة المعنية بسبب تأخر وتردد المدير المسؤول عن اتخاذ القرار، إن تأخير موعد الصيانة الدورية المجدول للمصنع بسبب زيادة المبيعات ونقص المخزون من المنتج قد يكلف الشركة أضعاف الربح المتوقع من المبيعات بسبب عطل وخراب في أجهزة حساسة تجاوز موعد صيانتها، إنه التردد المكلف. الفرص لا تتكرر كما يقال هذا صحيح في بعض تفاصيل الحياة وليس في مجملها فكن صاحب قرار حين تأتيك الفرصة على طبق من الماس.
الإنسان الذي يريد النجاح وتحقيق أحلامه عليه أن يغيّر عقليته ويبتعد عن الأشخاص المحبطين ويطور مهارات اتخاذ القرار وعدم التردد، الابتعاد عن المثاليات فتحقيق الهدف لا يكون دائماً حسب الرغبة، وما يساعد على التردد وجود بدائل كثيرة فالإنسان في هذه المرحلة كثير الوعود ولا يهتم بالوقت. يطلب المزيد من المعلومات والتأكيدات. يرى نفسه أنه ليس بخير مما يبتعد عن تحقيق ويدخل في دوامة التردد. هناك قرارات هامة في حياة كل إنسان لا تحتمل التردد وعليه التفكير وأخذ المشورة والتوكل على الله وقبل هذا الاستخارة، فالاستخارة عبارة عن صلاة يؤديها المسلم عند شعوره بالحيرة والتردد لفعل أو ترك أمر معين لا يعلم إن كانت عواقبه نافعة أو ضارة. فيستخير الله تعالى طالباً منه صرف همته وعزمه لما يحبه تعالى ويرضاه.
بكل بساطه التردد علاجه الثقة، ثقة الإنسان بنفسه والابتعاد عن الخوف من الوقوع في الخطأ من مِنا لا يخطئ. للأسف هناك الكثير من منْ ضيعوا الفرص وضاعوا ولم يرضوا أنفسهم التي تحثهم على الثقة. أتساءل هل التردد عند البعض مرض يحتاج علاجه أم هي البيئة والتربية منذ الصغر. أقتبس: (التردد أكبر عقبة في طريق النجاح) عمر المختار.