رقية سليمان الهويريني
أكاد أجزم أن وزارة الصحة نجحت بالحد من انتشار الإنفلونزا الموسمية خلال العام الماضي بعد قيامها بحملات توعوية لنشر الثقافة الوقائية في المجتمع. بالإضافة للاحتياطات من انتشار كورونا. ونشطت المراكز الصحية بزيارات للإدارات الحكومية والشركات والبنوك في السنوات الماضية بهدف التحصين الوقائي، ومن المبهج استجابة الغالبية لهذا اللقاح كونه أفضل وسيلة للحماية من الفيروس والمساعدة على منع انتشاره.
وسعي الوزارة لإطلاق الحملات الواسعة والدعوة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية مجاناً في المستشفيات والمراكز الصحية لمختلف الشرائح الاجتماعية بدون تعقيدات أو مواعيد، وتخصيص عيادات متنقلة في المواقع التجارية وزيارة الناس في أماكن تجمعاتهم؛ هو تصرف حضاري ينم عن الشعور بالمسؤولية، فضلاً أنه إجراء يصب في اقتصاديات الصحة حيث سيتناقص عدد المرضى المترددين على المستشفيات وما يترتب عليه من إشغال الأطباء وصرف الأدوية الباهظة السعر التي تشكّل عبئاً على الدولة وضرراً للناس. وسيتوقف تغيب الطلبة عن مدارسهم وجامعاتهم، وسينتفي غياب الموظفين عن أعمالهم، الذي بدوره يتسبب في تعطل العمل، وهو فاقد وظيفي يتضرر منه الجميع.
ولا شك أن هذا اللقاح يعد أحد العوامل للحماية من الإنفلونزا الموسمية، والحد من انتشار العدوى داخل المجتمع، كما يقلل احتمالية الإصابة بمضاعفاتها الخطيرة بنسبة تفوق 90 %، ويساعد على منع انتقال الفيروس من شخص لآخر. ويتم تركيب لقاحه كل سنة للحماية من ثلاثة أو أربعة فيروسات يُحتمل أن تسبب المرض في تلك السنة. وبذلك يعد التطعيم الطريقة الأكثر فعالية لمنع الإصابة به أو انتشاره أو الآثار المترتبة على الإصابة به.
ولعلها فرصة أن أناشد وزارة الصحة بتأمين حقن لقاح الإنفلونزا في جميع المراكز الصحية والمستشفيات بوقت مبكر وتيسير الحصول عليها، بل إلزام شركات التأمين الطبية بتوفيرها للناس وإقناعهم، فالبعض يتجنبه لعدم قناعته بجدواه، أو لارتفاع سعره!
وأتطلع إلى نجاح الوزارة بمحاربة هذا الفيروس بمهده من خلال جعل التطعيم إجبارياً سنوياً للطلبة في مدارسهم والموظفين في مقر أعمالهم، وبقية المواطنين والوافدين وجميع العاملين.