حينما أعلنت الإذاعة الرسمية السعودية عن الزيارة الثالثة لجلالة الملك سعود -طيب الله ثراه- لمنطقة القصيم كان هناك رغبة من أهالي القصيم أن يزور جلالته جميع المواقع التاريخية في المنطقة التي دارت على ثراها أهم معارك تأسيس هذه البلاد الغالية على يد مؤسسها الملك عبد العزيز -رحمه الله- فكان للبكيرية وللشنانة نصيب من هذه الزيارة التي شهدت أهم مراحل الحسم لتوحيد المملكة العربية السعودية (وغيرت معادلة القوى في الجزيرة العربية) وذلك بانتصار جيش الإمام عبد العزيز بن سعود ضد ألد خصومه ابن رشيد..
في هذا الجزء سأتطرق لزيارة جلالته لبلدة الشنانة التاريخية التي تقع جنوب غربي القصيم (المرتبطة منذ تأسيسها إلى يومنا الحاضر بأسرة الخليفة من المشارفة من تميم) وكيف تمت تلك الزيارة وماذا دار في ذاك الحفل الملكي الكبير الذي أقامه أهالي البلدة التاريخية تعبيراً عن الفرح العارم بهذه الزيارة الملكية المباركة التي أتت تقديراً من القيادة الحكيمة لأهالي تلك البلدة التي شاركت هي وأهلها في تأسيس هذا الوطن الغالي وفي أطرافها حل ابن رشيد أمير حائل والحامية التركية المصاحبة له عام 1322هـ وتعامل معه أهلها بما يحفظ أنفسهم وأعراضهم وأموالهم خصوصاً أن البلدة غير محصنة فقلعتها التاريخية *ومنزلتها* الأولى والثانية مهدمة منذ فترة طويلة، وبعد أن خوفهم ابن رشيد قبل وصوله بصنيعه بأهل حصن الجَندليّة من نقضه العهود وقتله للمعاهدين وقطع رأس أمير تلك المجموعة/ ناصر بن خالد الرشيد وأرسله على رأس رمح مخضب بالدماء إلى أهل بلدته الشنانة - بلد إحدى زوجاته وفارس من فرسانها كما أنه من أهل البطولات في الرس - وطيف بالرأس بين منازلها ومزارعها (مع مناديه الذي ينادي هذا رأس (....)) فبث الرعب فيهم، مع تناقل الأهالي قبل ذلك صنيعه ببلدة الخبراء.
نوى أمير الجبل أن يحلّ بالشنانة بعد أن تعذر عليه الحلول بالرس بعد معركة البكيرية لوجود قوة سعودية سارعت لها بعد البكيرية وكان أميرها من قبل ابن سعود إذ ذاك الأمير صالح بن عبد العزيز الرشيد وكان برفقة أمير الجبل ابن رشيد أمير الرس من قبله.
استمر أهالي الشنانة في مداراة ذلك الضيف الثقيل الذي حل بأطرافها مدة ثلاثة أشهر تقريبا وتعرضت البلدة وأهلها لأقسى احتلال عرفته تلك الحقبة وأشده، حيث احتلت من قبل قوات ابن رشيد بمساعدة الأتراك الذين حلت بهم الأمراض.
وفي آخر أيامه نمى لعلمه تواصل أهالي الشنانة وأهل الحل والعقد منهم بالإمام عبد العزيز
فقتل عددا من رجالهم، وفرضت الإقامة الجبرية على رجالهم وشبابهم في عدة مواقع، ودفن بعض آبارها وقطع نخيلها وأشجارها وأحرق مخازن الأعلاف نكاية بأهلها وفرض حظر تجول وأحيطت بالعساكر والمدافع التي كان غالبها موجها إلى بلدة الرس وخلال تلك الفترة استخدم مرقبها الشهير للمراقبة الذي بني أول القرن الثالث عشر وكانت المناوشات والقتال بين قوة ابن سعود بالرس وقوة ابن رشيد بالشنانة سجالا، وبعد أن قلت المؤونة والزاد وتأخر الإمدادات قام ابن رشيد بتغذية الجند والدواب من نخيلها وأشجارها التي قطعها منها مسبقا حتى كتب الله النصر المؤزر لابن سعود وانهزم ابن رشيد شر هزيمة.
وقد زار الملك سعود القصيم قبل هذه الزيارة مرتين الزيارة الأولى كانت عام 1373هـ (بعد توليه الملك بثلاث أشهر تقريبا) والثانية عام 1377هـ -ولم يحضر للرس- أما في زيارة عام 1373هـ فقد ذهب وفد من أهالي الشنانة وحضروا الاحتفاء بالملك في الرس وبايعوه على السمع والطاعة وتجديد الولاء لحكومة جلالة الملك المعظم بعد توليه الملك خلفاً لوالده طيب الله ثراه، وطلبوا من الملك زيارتهم في الشنانة ولكن وقت جلالته كان ضيقاً (وقد لحق به صالح المحمد الخليفة (أبو صويلح) وخليفة بن منيع العبد الله الخليفة (أبومنيع) إلى الخبراء لمناقشة بعض شأن البلدة ولتأكيد طلب الزيارة المستقبلية لهم.
وبعد أن علم أمير منطقة القصيم الأمير سعود بن هذلول بن ناصر آل سعود -مؤرخ آل سعود- برغبة الملك بزيارة عدد من مدن القصيم عام 1379 هـ وبالذات التي طلب أهلها زيارتها سابقا - ومن ضمنهن بلدة الشنانة - كما ان امير القصيم يدرك أهمية الشنانة ومكانتها التاريخية.
وصل خبر الزيارة المُستقبلية لصالح المحمد الخليفة الملقب بأبي صويلح وكانت تربطه علاقة بعدد من رجالات الملك سعود ومنهم عيد السالم القحطاني ومرافق الملك (جوهر) عندها اجتمع أبو صويلح رحمه الله في منزله مع كل من علي عبد الله الخليفة المكنى بأبي شريدة وسليمان خليفة الخليفة (أبو خليفة) ومحمد مجاهد الخليفة (أبو مجاهد) وأخبرهم بأمر هذه الزيارة الميمونة فذهبوا لمقابلة أمير الرس حسين العساف وتحدثوا معه ومع أخيه منصور لإفادتهم بطلبهم الزيارة قديما وأنه مُنسق لها مع المقربين من جلالة الملك وأن رغبتهم أن يحظوا بشرف الزيارة ليوم كامل يتخللها وليمتا الغداء والعشاء.. فتم إبلاغهم فيما بعد أن الزيارة ستكون خلال الفترة ما بين الغداء والعشاء.
بعدها استنفر أهالي البلدة من أسرة الخليفة وغيرهم لهذه الزيارة الهامة فالضيف عظيم ويستحق أعظم الحفاوة والاستقبال فاجتمع الأهالي لتوزيع المهام وجمع مبلغ من المال فتنافس أهل الشنانة لاستضافة هذا الضيف القادم الكريم ولأن الشنانة كانت بلدة زراعية وفيها عدد من البساتين الجميلة كان هناك أكثر من خيار للمكان وتم وضع مزرعة آل مجاهد من الخليفة كأحد الخيارات لتكون مقراً لجلالته وبعد المداولة بين الأهالي تم اختيار مزرعة وبستان عبدالله بن منيع المحمد الخليفة الملقب بـ(الرداحي) لتكون مقرا للحفل الكبير حيث إنها إحدى أجمل البساتين في الشنانة ويتوفر فيها عدد من الفواكه اليانعة أمثال الرمان الشهير والتين والعنب وتم تجهيز المكان ليكون مناسبا لاستضافة ملك البلاد وليشاهد جلالته النخيل والتين ورمان الشنانة الذي لا يماثله رمان في المملكة لحلاوة طعمه ولونه الفريد وحجمه الكبير.
استعد أبناء الشنانة جيداً لهذه الزيارة بعد أن عرفوا وقتها وتاريخها فأعد المكان لذلك فأحضر مولد كهرباء من بريدة أحضره كل من عبيّد الخليفة (أبو عبد العزيز) وأبو صويلح خصيصاً لهذه المناسبة تحسباً لامتداد وقت الزيارة إلى الليل وأحضروه للشنانة وقام عدد من شباب العائلة بتجهيز مكان له واستدعي من الرس/ علي العبد الله من أهل الرس وهو أول من أنار منازلها - لتشغيل المولد في أحد أركان موقع الحفل وقام كل من الأخوة منيع ومحمد وصالح وسليمان ابناء الرداحي بتجهيز بستان والدهم رحمه الله ونصب الكرسي الملكي تحت ظل شجرة الرمان العظيمة التي سميت برمانة المجلس لجمالها وضخامة حجمها وتجهيز ونصب الخيام وتم اقتلاع نخلتين كبيرتين في مقر خيمة الملك الكبرى. وأحضر عدداً من أغصان الرمان لتجميلها وتمّ الاستعداد جيداً لاستقبال الملك وضيوفه الكرام.. وقاموا بفتح بوابتين متتاليتين من جهة الجنوب (لا زالتا قائمتين حتى الآن وسميتا بباب الملك سعود وزينت بأقواس النصر وأشرف على تجهيزها العم (أبوصويلح) بمساندة ماهر النجارة صالح بن سليمان السلومي وعمل الجميع على تجهيز موقع الضيافة فكان معهم كل من خليفة المنيع العبد الله (أبو منيع) وصالح العلي الخليفة الملقب بـ(الحيزي) وشقيقه عبدالرحمن، فيما تولى محمد الفهد الخليفة وعليّ الخليفة (الحوثل أبو عبد الله) إحضار بقية الفواكه التي لا تزرع في المنطقة مثل الموز والتفاح والبرتقال وغيرها من العاصمة الرياض.. فتحول مقر الحفل لخلية نحل لا تهدأ وهنا اصطدموا بعدد من مخالفي رأي الاستضافة وبرامجها الذين لا يرون شرعية إقامة مثل هذه الاحتفالات، وتم إخماد معارضتهم بطرق سلمية وعملت البروفات، حيث تقرر تجهيز برنامج ترفيهي خطابي متكامل وقام صالح المحمد الحسحوس الخليفة (أبو سليمان) بإعداد كلمة الأهالي التي ستلقى في الحفل بمساعدة شقيقه الشيخ عبد الله المحمد الخليفة -عليهما رحمة الله-.
وقبيل حضور الموكب رافق جلالته حسين العساف وأبو صويلح وأبو خليفة سليمان وأبو شريدة من الرس إلى الشنانة في موكب يرافقهم ستة من شباب الرس على الدراجات النارية يحملون علم المملكة وتم المرور على المواقع التاريخية في البلدة القديمة (الشنانة السفلى) مثل قصر جد الخليفة خليفة بن منيع البريدي وأبنائه والمرقب الشهير والآبار المطوية ومقبرة برزان التاريخية والإشارة لحزم النظام مقر عساكر الترك ومقابرهم وآثار قطعة الشنانة وجامع الشنانة - الذي أمر جلالته بإعادة ترميمه وإعادة ما تساقط منه إبان كونه ولياً للعهد عام 1370هـ حيث سبق أن تأثر بسيول عام 1367 هـ سنة الغرقة ثم سيول عام 1376هـ (سنة الديم) وأمر مجدداً بترميمه خلال هذه الزيارة وغيرها من المواقع في هذه البلدة.
يروي محمد الدخيل المالك، وهو أحد الشباب الذين رافقوا موكب جلالة الملك سعود بقوله (في مساء يوم الخميس 26 من شهر ربيع الثاني عام 1379هـ الموافق 29 أكتوبر 1959 كنت مرافقنا موكب الملك من الرس إلى الشنانة القديمة بدراجات نارية، حيث توجهنا إلى المرقب وبالقرب من منطقة يُقال لها برزان أهدانا جلالته ساعات يد ثمينة تقديراً لنا ثم واصل مسيره إلى المرقب والقصور القريبة منه ثم توجهنا إلى حي البلاعية عبر الطريق الواقع جنوب المرقب (طريق ممتد من الشنانة السفلى إلى الرسيس)، وكان الطريق محاطاً بالأشجار والنخيل ووقف جلالته على جامع آل عبد الله في الشنانة الوسطى ووقف كذلك على بعض المزارع حوله وكان يرافقه أمير الرس حسين العساف وشقيقه منصور وحمد المالك واثنان من الخليفة هما صالح المحمد أبو صويلح وسليمان الخليفة أبو خليفة اللذان كانا يرويان له آثار وقعة الشنانة ووقف جلالته في مكان النخيل المقطوع، ثم وصلنا إلى حي البلاعية (مقر الحفل) وكنا ستة شباب وهم (صالح العلي الرشيد وعلي الراشد الغفيلي ومحمد الشلال الشيباني ومحمد الحمد الرميح وعبد العزيز عبد الله الغفيلي)، وكنا نحمل علم المملكة إلى أن وصلنا. ثم انتظرنا حتى نهاية الحفل وعدنا مع الموكب إلى الرس). (النقل بتصرّف).
ويروي عميد أسرة الخليفة الأول الشيخ سليمان الخليفة التميمي- رحمه الله - يقول أثناء مرورنا بآثار قطعة الشنانة وقف جلالته ونزل من السيارة ووضع يده على جذع أحد النخيل المقطوعة وقال كلمة تعبر عن الظلم الذي تعرض له الأهالي (......).
أثناء اقتراب موكب جلالته لمقر البستان الذي تم تجهيزه بالكامل وزيّن بأقواس النصر في مداخله استقبله عدد من شباب الشنانة طلاب مدرسة الشنانة ومنهم (راشد بن إبراهيم الخليفة وإبراهيم بن خليفة الخليفة (الذي حمل العلم السعودي) وسليمان بن محمد الخليفة أبو محمد واللواء عبد الرحمن الخليفة وعبد الله الخليفة وسليمان الخليفة ومحمد العلي الخليفة وعبد الله الصالح الخليفة والدكتور خليفة السليمان وآخرين، حيث لبسوا ملابس خاصة رياضية اكتساها اللون الأخضر وأشرف عليهم مدرب التربية الرياضية في مدرسة الشنانة عبد الله الرشيد وأنشدوا أناشيد خاصة بهذه الزيارة الميمونة وأشرف على تلك الأناشيد مدير مدرسة الشنانة في وقته عبد الله بن علي الخليفة ومنها (يعيش جلالة الملك المعظم) وغيرها.. ومطلع القصيدة التي اشتهرت في وقتها (الشنانة أشرقت أنوارها لما أبو فهد زارها) وتم ترتيب الصفوف بصفين لطلاب المدرسة وخلفهما عدد من نساء بلدة الشنانة المرحبات بجلالته.
ثم دخل جلالة الملك وأعجب ببوابة الحفل ثم تجول في البستان ثم استقر في المجلس المعد لجلالته ووضعت عدد من الفعاليات الترفيهية، حيث تم تجهيز عدد من الألعاب الحركية ومنها وضع نقود معدنية داخل طحين أبيض وطلبوا من المتسابقين إخراجها بأسنانهم بدون استخدام الأيدي حيث تفاعل الملك مع الفعاليات وطلب من أحد سائقيه المشاركة معهم فقام ولطخ وجهه بالطحين وسط ضحكات الحاضرين وفي مكان آخر ربطوا تفاحا وجعلوه يتدلى من أغصان الشجر وطلبوا من المتسابقين محاولة أكلها بدون استخدام الأيدي إضافة لألعاب أخرى ترفيهية وممتعة مثل مسرحية فكاهية سريعة بعنوان الطبيب والممرض والمريض *الذي*! وقام بدور الطبيب محمد بن راشد السعيّد وشاركه التمثيل عبد الرحمن بن سليمان السلومي ومسرحية فكاهية استخدم فيها السيف والرمح حيث أبدع فيها علي الخليفة وعبدالله الراشد السعيّد ومعهم مجموعة من الشباب وبدأ الحفل الخطابي الذي تولى فيه التقديم معالي الفريق علي المحمد الخليفة الذين كان وقتها وكيلاً لكلية الملك عبد العزيز الحربية إلى أن تقاعد برتبة فريق أول مديراً عاماً لمكتب ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - وخير بداية للحفل آيات من الذكر الحكيم تلاها سليمان بن خليفة الخليفة بصوته الجميل ثم كلمة أهالي الشنانة ترجل لها سعادة اللواء منيع حسين الخليفة بصوته الجهوري ويقول اللواء أبو هيثم الذي تقاعد من العمل وهو قائد لسلاح الإشارة بالقوات البرية برتبة لواء مهندس ركن (حضرت للشنانة قبل الحفل بيومين بعد أن أخبرني عمي صالح أنه تم اختياري لإلقاء كلمة الأهالي وكنت وقتها بعمر تسعة عشر عام وأدرس التوجيهي في مدينة الرياض وتم اختياري لأسباب كثيرة حيث الصوت الجهوري وكنت متميزاً في جميع المراحل الدراسية التي درستها وقد ألقيت كلمة أمام وزير الدفاع في وقته الأمير مشعل بن عبد العزيز يرحمه الله وتدربت أكثر من مرة على إلقاء الكلمة التي كتبها المربي صالح المحمد الحسحوس الخليفة وبدأت الكلمة بالترحيب بجلالة الملك وصحبه الكرام وتجديد الولاء والعهد من أسرة الخليفة وأهالي الشنانة وذكر موقف الأهالي مع المؤسس جلالة الملك عبد العزيز يرحمه الله في معركة الشنانة الذين وقفوا موقفاً بطولياً مع جلالته حيث ضحوا بأنفسهم ودفعوا ثمن ذلك بالقتل والإقامة الجبرية وبآخر الأمر قطع ابن رشيد نخيلهم ودمر مزارعهم وحاصر بلدتهم، ثم ذر معاناة الأهالي من شح المياه وطلب من جلالته بالأمر على من يلزم بحفر الآبار الارتوازية في مواقع أخرى وكان من ثمرتها حضور معالي وزير الزراعة في وقت لاحق للبلدة ثم اختتمت الكلمة بالدعاء للملك سعود وأن يحفظ الله هذا الوطن وتقديم الشكر الميمون لجلالته الذي يؤكد دائماً التلاحم ما بين القيادة والشعب. وبعد نهاية الكلمة جاءني الإعلامي بكر يونس وكان معه بدر كريم وطلبا مني الكلمة التي ألقيتها بحضرة الملك).
ثم تتالت فقرات الحفل بقصيدة ترحيبية للشاعر عبدالعزيز بن عبد الله الخليفة ووالده أمير الشنانة في زمانه ثم عميدا لحلة القصمان بالرياض ورجل من رجالات الملك عبد العزيز رحمه الله:
إن الشنانة أشرقت أنوارها
لما أبو فهدٍ أهلّ وزارها
أهلًا بمن جاء وزار ديارها
حلت بها البركات من زوارها
يا أبا الخيرين طاب لقاؤكم
والله يجزيك بالخيرات من سكانها
من عهد والدكم العظيم تزينت
لما *آله* العرش شرف دارها
في وقعةٍ حصلت عند شنانةٍ
بعد انتصار الشعب بديارها
سموها في التاريخ نصر شنانةٍ
لما أبو تركي فك إسارها
وألقاها أحد شباب الخليفة بصوته الجهوري ثم ألقى عبدالله العلي الهندي (من الصيخان مدير الأحوال المدنية بالرس سابقاً) كلمة ارتجالية امتدح فيها الملك المؤسس طيب الله ثراه وأبناءه من بعده وأثناء حديثه تبسم الملك سعود فقال: ما أجمل هذه الابتسامة التي أشرقت شنانتنا (ذكرها لي الدكتور خليفة الخليفة).
ثم قدم الأهالي ضيافة (معروض) مما لذ وطاب من الفواكه وأشهرها الرمان والتين والعنب وبعض الفاكهة التي جلبت من الرياض خصيصاً لهذه الزيارة كفاكهة الموز والتفاح والبرتقال وجلبها من الرياض محمد الصالح الفهد وعليّ الحوثل، وقدمت في الحفل المشروبات الغازية لأول مرة في البلدة وأيضاً قدم للملك بطريقة فريدة (جمار النخيل) الذي تناول منه الملك وأعجب به ثم دعي جلالة الملك سعود للمشاركة مع مجموعة من رجالات الخليفة للمشاركة في العرضة النجدية وكان من أبرز كلماتها: (دار ياللي سعدها تو ماجاها..) وأخرى: (ضاق صدري وأبطت الخرجية.. والدراهم عند ابن عيدان) والتي أحضرت فيها الأدوات المصاحبة للعرضة من عنيزة عن طريق خليفة السوية.
بعد نهاية الحفل غادر جلالته مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب وبعد مغادرته مقر الحفل قبيل غروب الشمس كان أذان صلاة المغرب وشيكاً فطلب الملك سعود من مرافقيه التوقف لأداء صلاة المغرب، وتم ذلك في موقع مدرسة البنات الحالي بمركز الشنانة جنوب حي الجديّدة وصلى فيه وأمهم عبد الله المجاهد أو الشيخ عبد الله المحمد الخليفة مدير ثانوية الخرج (الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الخرج) –روايتان وصلتنا - ثم قام مرافقه الخاص (جوهر) بتوزيع نقدية على الأطفال والنساء ابتهاجاً بهذه الزيارة الملكية الكريمة.
** **
- إبراهيم بن سليمان التميمي