سلمان بن محمد العُمري
مقالة كتبتها قبل أكثر من عشرين عاماً أنقلها إليكم بحذافيرها، ومن ثم سأعلق عليها، وسأبقي على عنوانها في مقالتي هذه وإليكم ما كتبته آنذاك:
(نعم من يفهم المرأة أكثر من المرأة، ورغم أنني رجل، ولكنني أجد نفسي مضطراً لكتابة هذه الكلمات، وبما أن لكل مجتمع خصوصيته، ونحن لسنا استثناء، فأبناء أو بنات المجتمع هم الأقدر على فهم مشاكل مجتمعهم، وبما أن البشر بطبيعتهم وفطرتهم معرضون لإشكاليات وقضايا عديدة يومية وأسبوعية وسنوية ومديدة أكثر من ذلك، فإن هذا يقتضي من المجتمع الحي الفتي الذي يسعى للجد والسؤدد أن يعالج تلك المشاكل، ولا يبقيها طي الكتمان، ولا يحاول تجنب الخوض فيها والهروب منها باتجاه الأمام أو الخلف.
إن المرأة لدينا لديها قضايا وهموم ومشاكل، منها الشخصية، ومنها العامة، ولقد أصبح لدينا -والحمد لله- المئات من النسوة الفاضلات حاملات شهادات الدكتوراه أو الماجستير من الجامعات وكليات البنات على وجه الخصوص، وكلهن عملن مشاريع بحثية ودراسات، ولكن أين هي تلك الدراسات والأبحاث المتعلقة بالمرأة؟!، واذا كانت موجودة -وهذا ما أتمناه- فأين هي، والفائدة منها؟!
وهل وصلت لأرض الواقع، ونزلت إلى الساحة ليستفيد منها الجميع، المرأة والمجتمع بلا استثناء؟، وإذا كانت غائبة، فمن المسؤول عن هذا الغياب؟! ألا يجب أن يكون هناك توجيه بما يخدم مصالح المجتمع والدين والأمة؟
خطابي أوجهه أولاً - وقبل كل شيء - لمثقفاتنا وحاملات الشهادات العالية منهن، لأنني على ثقة أنهن وصلن لدرجة عالية من الثقافة والعلم والمعرفة، وهن جديرات بحمل الراية واللواء، وهن قادرات على بحث تلك المشاكل والقضايا، والوصول لحلول لها بالتعاون مع باقي الهيئات والجهات المسؤولة، وأعتقد أنهن على مستوى الواجب والمطلوب وحتى بدون توجيه، أرجو ألا يخيب ظني، والله ولي التوفيق).
هذه هي المقالة لم أزد أو أنقص منها حرفاً، والحمد لله تحقق المطلوب وفق الخطط الوطنية الطموحة، ورؤية 2030،
وما قبلها رؤية 2020، بل تعدى سقف الطموح لتقود مسؤوليات كبيرة في القطاعين الحكومي والخاص، وأثبتت بنت الوطن جدارتها في كل ميدان ولله الحمد بفضل من الله ثم بما تيسر لها من تعليم وتدريب وتمكين وثقة ودعم.
وأنا أعاود قراءة مقالتي السابقة سعدت وسررت للغاية بما تحقق الآن من النجاح والتألق لبنات الوطن، وسعادتي مضاعفة بأن يتحقق ما طالبت به منذ عقدين، ولا أخفيكم أنني تلقيت عتباً من بعض أوساط المجتمع، وأني أريد التوسع في مجال عمل المرأة، وغالب من ألقوا إلي عتابهم يريدون حصر عمل المرأة في أعمال محددة، واليوم خفت أصوات المعاتبين آنذاك ورأوا رأي العيان ثمرة مشاركة المرأة في ميدان العمل وفق الضوابط الشرعية والأعراف الاجتماعية، وأصبحنا نرى ونسمع تألقهن في معظم القطاعات، وإلى مزيد من النجاح والتقدم والعطاء لكافة أبناء وبنات الوطن.