الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
شدد متخصص في العلوم الشرعية على فضل الصدقة باعتبارها من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، كما أن الصدقة عن الميت مشروعة ومفيدة ونافعة له، بل هي مطلوبة حيث يصل إليه ثوابها -إن شاء الله-، وأنها خير ما يهدى لأنها إحدى وسائل بره بعد موته، فالميت ينتفع بأعمال البر الصادرة عن غيره إذا وهب فاعلها الثواب له، منها الدعاء والاستغفار، والصدقة الجارية.
وقال الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر المحامي والمستشار الشرعي: لقد كان همُّ الصدقة عن المتوفى شاغل الصحابة رضي الله عنهم، وذلك من خلال أسئلتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما يؤكد عظم وفضل الصدقة عن الميت، وأكثرها نفعاً.
تروي عائشة رضي الله عنها: (أن رجلاً قال: إن أمي افتلتت نفسها أي ماتت وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم) أخرجه البخاري ومسلم وتوفيت أم سعد بن عبادة رضي الله عنهما وهو غائب عنها، فقال: (يا رسول الله: إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها إن تصدقت بشيء عنها؟ قال: نعم، فما كان من سعد إلا أن قال: فإن حائط المخراف صدقة عليها).. أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، وانظر كيف تصدق سعد عن أمه بمزرعة كاملة حبًا لأمه وبراً لها، وتوفي رجل من الصحابة فجاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (إن أبي مات وترك مالاً ولم يوص، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم) أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ويضيف الدكتور عبدالعزيز الدغيثر في حديثه قائلاً: (إن
خير الصدقات ما كان منها جارياً مستمراً)، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وإن هذه الصدقات وتلك الأوقاف خير ما يخلف المؤمن المتوفى، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خير ما يُخلِّف الرجل من بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يَبلُغُه أجرها، وعلم يعمل به من بعده)، رواه ابن ماجه عن أبي قتادة رضي الله عنه وصححه المنذري.
وكأمثلة لتلكم الأعمال يقول صلى الله عليه وسلم: (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورَّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه بعد موته)، أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد حسن.