د.عبدالعزيز الجار الله
وسط الاهتمام بالتنمية والبيئة والاقتصاد والسياحة والثقافة تبرز أهمية دروب الحج القديمة ومحطاتها داخل المملكة والتي تضم في كل محطة تقريباً: القصور والمساجد وأحياناً قرية وسوق والبرك والآبار والسدود والأحواض، وهذه المحطات تحول معظمها إلى مدن ومراكز حضارية.
الاهتمام انطلق من منطقة الحدود الشمالية شمال شرق المملكة حيث شكلت مدينة رفحاء وهي الحدود المتاخمة للحدود العراقية بداية الاهتمام والرعاية لهذا الطريق التاريخي.
يربط درب زبيدة ما بين العراق وشرقي العالم الإسلامي، وبين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة غربي المملكة، ودرب زبيدة طريق الحج والتجارة قبل الإسلام، وربما سلكه بعض الأنبياء والرسل من بداية عهد النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، وازدهر طريقاً للحج والتجارة في القرن الثاني للهجرة في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ( 170-193 هـ/ 786-809م، حيث تولت أمر الطريق زوجة الخليفة هارون الرشيد، السيدة زبيدة بنت جعفر المنصور ولدت عام 145 هـ/ 762م وتوفيت عام 216 هـ/ 832م ، وقد أنشئت الطريق درب الحج من الكوفة في العراق عابراً الصحراء العراقية حتى يدخل:
- منطقة الحدود الشمالية رفحاء والتي تتولى الآن إبراز محطات الدرب بالمنطقة ضمن مشروع تنموي وسياحي.
- منطقة حائل حيث يعبر نفود الدهناء، وهضبة التيسية ونفود المظهور في محمية الإمام تركي بن عبدالله، وفِي تجمع مدن قبه وتربه ولينة والزبيرة والبعيثة ويصل إلى محيط مدينة حائل.
- منطقة القصيم وسط غرب القصيم بالقرب من الحدود الإدارية مع المدينة المنورة، في محطة معدن النقرة وهي التقاء درب زبيدة مع درب الحج البصري مسار طريق المدينة المنورة.
- منطقة الرياض غرب محافظة ضرية حيث تلتقي الطرق عند الربذة وهي قرية كبيرة نموذجاً للمدن الإسلامية.
- منطقة مكة المكرمة وهي المحطة الأخيرة لهذا الدرب.