د. أشجان هندي
قال لي:
هل يطولُ الطريقْ؟
قلتُ:
إن غابَ عنهُ الرفيقْ،
واستوى فيهِ بردُ الهوى،
ولهيبُ النوى،
والحريقْ،
وذوَى عابسًا،
ونوى ما نوى؛
كلّما اتسعتْ خطوتانا:
يضيقْ.
لندن سبتمبر 2017
* * * * * * *
تبذير!
بعد كل هذا العمر
الذي مرَّ ويمُر...
لم تبقَ في جيبي أسئلة؛
بددتُ أكثرها،
ونسيتُ أهمّها،
صرفتُ بعضها في سوقِ العملات؛
فهبطت أسهمُ الكلام،
وادّخرتُ بعضها لليومِ الأسود؛
فانسربت من جيبي
أيامٌ بلون الكحل،
خبأتُ بعضها في أحشاءِ حقائبي
وطفتُ بها العواصم؛
في كل عاصمة:
كان سعرُ الصرفِ يختلف!
وكانت أسئلتي ترتجف!
ووجهها البارد
يبحث عن إجابات..
حين وصلتُ آخرَ المحطّات؛
تذكرتُ سؤالاً أخيرا
عن سرِّ الموت
أدخلتُ يدي في رأسي،
وبحثت
مرّ الوقت..
بحثت..
لا أثرٌ إلا لثقوبٍ كبيرة!
-حينها فقط-
تيقّنت
أنّ جيبي
كان مثقوبًا
طوال هذا الوقت!
- - - - - - -
جدة 2021
* * * * * *
في أواخر ديسمبر
لا تعشقْ حتى الثُمالة؛
فهذه آخرُ زجاجةِ حبٍّ
على طاولةِ هذا العام:
أعِد الثُمالةَ إلى الكأس،
والكأسَ إلى الزجاجة،
والزجاجةَ إلى العنب،
والعنبَ إلى الكَرْم،
والعشقَ إلى العاشقِ،
وعقاربَ الزمنِ إلى ساعةِ الحائط،
أدِر كُرسيَّكَ الأوحدَ
عكسَ عقاربِ الساعةِ،
ثمّ أعِد ترتيبَ الطاولة.
2011
* * * * * *
شجرةُ زيتون
من منكم رأى نارًا
تُوقَدُ من زيتونةٍ عجائبيّةٍ؛
جافةٍ قصيّة
تسألُ الآخرَ عن اسمه، ولونه، وطعمِ زيته؟!
من منكم أجابها
وذاقَ طعمَ زيتها اللاذع،
ثمّ مسحَ به جسدَ أسئلته؛
وهو يستيقظُ من غفلتهِ
على وقعِ قطراتِها الأولى؟
من منكم احترق زيتُهُ دهرًا
بنارِ تلك الأسئلة؟
* * * * * *
لونٌ أصفر!
أيُّها الرجلُ الغاضبْ
ذو الوجهِ الأصفرِ الشاحبْ:
ما الذي يجعلكَ تغارُ من زهرةِ دوّارِ الشمس؟!
غير جمالهِا،
واكتمالِها
ما الذي يُزعجكَ أيضًا؟!
غير جذورها الثابتة،
وأوراقِها الزاهية،
وغير إشراقتِها الساحرة،
وقامتها العالية،
ما الذي يزعجكَ أيضًا
غير لونها،
وغير أنّها:
لا تنمو باتّجاهِ شمسِك؟!
أكتوبر 2017
* * * * * *
مَرارة!
كم مرّةً عليّ أن أغمسَ أصابعي
في مرارةِ ريقِ النسيانِ؛
لأقلبَ صفحةَ الزمنِ؟!
وكم مرةً عليّ أنْ أغمسها
في مرارةِ جوفِ الجرأةِ؛
لأقلبَ الطاولةَ
على رأسِ الذكريات؟!
لندن 2014
* * * * * *
فيلم أبيض وأسود
جمرةُ الشكِّ
تُشعلُ الزمانَ والمكانَ وما بينهما،
سوادُ الظنونِ:
يُحيلُ بياضَ النوايا
إلى حليبٍ فاسدٍ
غيرِ صالحٍ للشُرب
والأطفالُ جياع!
........
النهاية.
The End!
** **
جدة 2018