د. صالح بن سعد اللحيدان
من اللازم من حيث مخاطبة العقل للمتلقي أن تكون الرواية وأن يكون الخبر في سياق قائم على أصوله ليس يحيد عنه ذلك أن من يقرأ ما يؤلفه المؤرخ وما يطرحه من الروايات من لوازم التأليف وصدق النقل بسند صالح لا محيص ولا يعدو الحق إلا ليعود إليه
وغالب القوم اليوم حتى من بعض المؤلفين قد تفوتهم حقيقة الطرح الصحيح والضعيف والباطل والخطأ والصواب ناهيك من تداخل كلام بعض الأقدمين من المؤرخين والإخباريين بذات النص وهذه المشكلة هي التي ساهمت بالخلط مما حدا ببعض المعاصرين إلى النقل على العلات المهم التأليف والنشر وهذه غلطة لعل البعض لا يقصدها لكن فاقد الشيء لا يعطيه.
كذلك جاء المثل على وجه صحيح يقوم لا محيد
فخذ على سبيل المثل:
قبر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ليس قبره بالكوفة بل هو خارجها بـ35 ميلاً شمالاً لأن أصحابه خافوا عليه الفتنة.
قبر الحسين رضي الله تعالى عنه ليس في كربلاء بل خارجها شمالاً بقرابة 17 ميلاً.
وخذ د. طه حسين في كتابه على هامش السيرة فيه 64 نصاً ما بين ضعيف وما لا أصل له.
وها هو جرجي زيدان في رواياته التاريخية 122 نصاً لم يصح.
وها هو سلام البحيري في كتبه عن الفلسفة خلط
ومثله صنع د. محمد شحرور ففي تفسيره الجديد أكثر من 224 خبراً وشرحاً خالف فيها الصواب.
وكون هذا يحصل لغياب النقد العلمي المتكئ على قاعدة صلبة من علم سديد ورأي بنص سليم
لكن لعل القوم اليوم يدركون ما لم يدركه غيرهم لسهولة الوقوف على الصحيح من الضعيف من خلال قوة وإرادة البحث في كتب الرجال والجرح والتعديل وأحوال المتون.